شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٠٠
وعدمه هو فلو كان الإيمان مجرد كلام لم ينزل هذه الأحكام فإن قلت لعل الإيمان وعد منه مناط لأصل الثواب والعقاب وتفاوت الدرجات والدركات لأجل تلك الأحكام فيتوجه المنع إلى الشرطية قلنا المقصود أن الدرجات أيضا للأيمان فيتم الشرطية إذ محصلها أن الإيمان موجب الاستحقاق الثواب والدرجات العالية فلو كان كلاما فقط لم ينزل احكام والحاصل أن كلامنا في الإيمان الكامل، وظاهر أنه ليس مجرد كلام بل الأعمام والاحكام معتبرة فيها.
قوله: (فلم يضربون الحدود ولم تقطع أيديهم) التعذيب بالضرب والقطع والإهانة بهما يدل على أن الزاني والسارق مثلا ليسا بمؤمنين لأن المؤمن عزيز لا يعذب ولا يهان.
قوله: (ثم قال فما بلا من جحد الفرايض كان كافرا) لعل المراد أن جاحد الفرائض مثل الصلاة والزكاة والصوم وغيرها كافر عندهم أيضا وما ذلك إلا لأنها معتبرة في الإيمان وإذا كان كذلك كان تاركها أيضا كافرا كما يدل عليه ما روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) «أن الكفر كما يطلق على كفر الجحود كذلك يطلق على ترك ما أمر الله عز وجل به» وما روي عنه (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا» قال اما «آخذ فهو شاكر واما تارك فهو كافر» والكفر بهذا المعنى ينافي الإيمان الكامل دون إيمان التصديق وما روى من أن المؤمن لا يدخل النار يراد به المؤمن الكامل ثم المفهوم من هذا القول أن الفرائض معتبرة في الإيمان الكامل، وأما أنها من اجزائه أو شرايطه أو هي أيضا إيمان فلا دلالة فيه على شيء من ذلك ولكن المشهور الأول وعليه روايات منها الروايات الأولى من هذا الباب والثاني محتمل والثالث مدلول بعض الأخبار كما سيجيء في الباب الآتي من تسمية الصلاة ايمانا.
* الأصل 3 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن سلام الجعفي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الإيمان، فقال: الإيمان أن يطاع الله فلا يعصى.
قوله: (فقال الإيمان أن يطاع الله فلا يعصى) قد ذكرنا أن الإيمان في عرف الأئمة (عليهم السلام) هو الإيمان الكامل الذي لا يستحق صاحبه الخزي والخذلان وليس ذلك إلا التصديق والطاعة لله تعالى في أوامره ونواهيه فكان ما عداه ليس بإيمان حقيقة، وليس المقصود نفي الإيمان عن غيره (1)

١ - «ليس المقصود نفي الايمان عن غيره» أحاديث هذا الباب أيضا رد على المرجئة يرون الفساق والمؤمن الصالح سواء في الفضل عند الله ليصير موجبا لعدم تنفر الناس عن بني أمية والاجتناب عن لعنهم والتبري منهم ولكن الإيمان الظاهر من الفساق في مذهبنا لا يؤثر إلا في بعض أحكام الدنيا وأما الفضل عند الله ومصاقاة المودة معهم وأعانتهم كسائر الصلحاء فلا ولما كان هذا المذهب من الآراء غير المحمودة التي تتفرع عليها مفاسد كثيرة في الأمة بالغ الأئمة (عليهم السلام) في نقضه وردهن فإنه يوجب جرأة الولاة على الشر والظلم واطمينانهم من مخالفة العامة وثورتهم ويوهن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم حرمة للصلحاء في الجامعة الانسانية وعدم رغبة الناس في التشبه بهم وأيضا إن كان الصالح والطالح سواء في الحرمة والفضل بطل مكارم الاخلاق وارجت الهمجية. (ش)
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428