كتاب التمحيص - محمد بن همام الإسكافي - الصفحة ١٢
ابن شعبة من طبقته كما هو مشهور 1، فهذا المقدار من القدم بين القطيفي والمجلسي مع بعدهما كثيرا عن ابن همام وابن شعبة لا ينفع في هذا المقام ولا يورث اطمئنا نا، إن لم يكن هناك دليل آخر.
ب - وأما الثاني، فمع تبحر الشيخ إبراهيم القطيفي وتعمقه، لم يثبت أنه أعلم وأعرف من المجلسي في هذا المضمار كما ذكره الميرزا النوري.
ج‍ - وأما عدم ذكر الكتاب ضمن ترجمته في كتب الرجال 2، فمردود بأن أرباب التراجم نفسهم لم يذكروه كذلك من مؤلفات ابن شعبة 3، ثم إن عدم ذكر كتاب لشخص ما في كتب التراجم لا يدل على نفيه عنه، وفي كتب التراجم أمثلة كثيرة على ذلك، منها ما أحصاه الشيخ فضل الله الزنجاني 4 لأربعة عشر كتابا ورسالة للشيخ المفيد فات عن الشيخين النجاشي والطوسي وحتى ابن شهرآشوب ومن تبعهم أن يذكروها في فهارسهم.
د - وأما شهادة العلماء 5 فالمقصود بهم رجال الطائفة الأولى، فلو راجعناها لوجدناها تنتهي إلى الشيخ القطيفي، ولم يسبقه غيره بحسب ما اطلعنا عليه من المصادر والمراجع التي بين أيدينا، ولم يذكر الشيخ القطيفي الدليل الذي تفرد به، وأما التابعون له: فإما قد نقلوا عنه دون تعليق بسلب أو إيجاب 6، وإما اعتمدوا عليه وساروا على خطاه مؤكدين هذه النسبة.
وربما اعتمد القطيفي في هذه النسبة على ما ذكر - كما هو رأي

(١) لم تتضح طبقة ابن شعبة يقينا عندنا.
(٢) وقد أخذ بهذا الرأي بعض المحققين الفضلاء المعاصرين.
(٣) المقصود بأرباب التراجم: القدماء كالنجاشي والشيخ والكشي وابن شهرآشوب، والانكي من ذلك أنه لم يرد لابن شعبة ترجمة قط في هذه المصادر.
(٤) مقدمة كتاب " أوائل المقالات " ص (مد) الاختصاص ص ١٩.
(٥) كما ذكره بعض المحققين لتحف العقول.
(6) راجع ملحوظة الميرزا النوري على ما أكده الحر العاملي باختيار القاضي في مجالسه ما اختاره القطيفي من نسبة الكتاب لابن شعبة فيقول: " إلا أنه نسبه إلى القاضي في " المجالس " وفيه سهو ظاهر، فإن القاضي نقل في ترجمة القطيفي ما أخرجه من كتاب " التمحيص " بعبارته ولا يظهر منه اختياره ما اختاره من النسبة "، فلاحظ.
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست