كتاب المؤمن - الحسين بن سعيد - الصفحة ٣٠
ولا يخاف غيره.
وقال: إن المؤمنين ليلتقيان فيتصافحان، فلا يزال الله عليهما مقبلا بوجهه، والذنوب تتحات عن وجوههما 1 حتى يفترقا (يتفرقا - خ) 2.
55 - وعن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عز وجل لا يوصف، وكيف يوصف! وقد قال الله عز وجل: " وما قدروا الله حق قدره 3 " فلا يوصف بقدر 4 إلا كان أعظم من ذلك، وإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يوصف وكيف يوصف عبد رفعه الله عز وجل إليه وقربه منه، وجعل طاعته في الأرض كطاعته فقال عز وجل: " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " 5 ومن أطاع هذا فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني وفوض إليه؟!
وإنا لا نوصف، وكيف يوصف قوم رفع الله عنهم الرجس؟! - وهو الشرك - والمؤمن لا يوصف، وان المؤمن ليلقى أخاه فيصافحه، فلا يزال الله عزو جل ينظر إليهما، والذنوب تتحات عن وجوههما (جسميهما - خ) كما يتحات الورق عن الشجرة 7.
56 - عن مالك الجهني قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام، وقد حدثت نفسي بأشياء، فقال لي: يا مالك أحسن الظن بالله ولا تظن أنك مفرط في أمرك، يا مالك: إنه لا تقدر على صفة رسول الله صلى الله عليه وآله [و كذلك لا تقدر على صفتنا] 8، وكذلك لا تقدر على صفة المؤمن، يا مالك: إن المؤمن يلقى أخاه فيصافحه، فلا يزال الله عز وجل ينظر إليهما، والذنوب تتحات عن

(١) هكذا في الأصل.
(٢) عنه في البحار: ٦٧ / ٦٤ ح ١١ و ح ١٢، وذيله في المستدرك: ٢ / ٩٦ ح ١٠.
(٣) الانعام / ٩١.
(٤) في الأصل، بقدره، وهو تصحيف.
(٥) الحشر / ٧.
(٦) في الكافي: الشك (٧) ذيله في المستدرك: ٢ / ٩٦ ح ١١ وأخرجه في البحار: ٧٦ / ٣٠ ح ٢٦، وذيله في الوسائل: ٨ / ٥٥٤ ح ٣ عن الكافي: ٢ / 182 ح 16 بإسناده عن زرارة باختلاف يسير في متنه.
(8) سقط من النسخة - ب -.
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست