تلخيص الحبير - ابن حجر - ج ٥ - الصفحة ١٥٣
(حديث) انس ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل على قتلى أحد ولم يغسلهم: احمد وأبو داود والترمذي وطوله والحاكم وصححه وقد أعله البخاري وقال إنه غلط فيه أسامة بن زيد فقال عن الزهري عن انس حكاه الترمذي ورجح رواية الليث عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب عن جابر. (تنبيه) روى أبو داود في المراسيل والحاكم من حديث انس أيضا قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على حمزة وقد مثل به ولم يصل على أحد من الشهداء غيره وهذا هو الذي أنكره البخاري على أسامة ابن زيد وكذا أعله الدارقطني. (تنبيه) ورد ما يعارض ما تقدم من نفى الصلاة على الشهداء في عدة أحاديث (فمنها) حديث جابر قال فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة حين جاء الناس من القتال فقال رجل رأيته عند تلك الشجيرات فجاء نحوه فلما رآه ورأي ما مثل به شهق وبكى فقام رجل من الأنصار فرمى عليه بثوب ثم جئ بحمزة فصلى عليه الحديث ورواه الحاكم وفي اسناده أبو حماد الحنفي وهو متروك: وعن شداد بن الهاد رواه النسائي بلفظ ان رجلا من الاعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه وفي الحديث انه استشهد فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم فحفظ من دعائه له " اللهم ان هذا عبدك خرج مهاجرا في سبيلك فقتل في سبيلك " وحمل البيهقي هذا على أنه لم يمت في المعركة: وعن عقبة بن عامر في البخاري وغيره انه صلى على قتلى أحد بعد ثمان سنين وحمل على الدعاء لأنها لو كان المراد بها صلاة الجنازة لما اخرها ويعكر على هذا التأويل قوله صلاة على الميت وأجيب بان التشبيه لا يستلزم التسوية من كل وجه فالمراد في الدعاء فقط وقال أبو نعيم الأصفهاني يحتمل أن يكون هذا الحديث ناسخا لحديث جابر في قوله ولم يصلى عليهم فان هذا الآخر من فعله انتهى وفي رواية ابن حبان ثم دخل بيته فلم يخرج حتى قبضته الله وأطال الشافعي القول في الرد على من أثبت انه صلى الله عليه وسلم صلى عليهم ونقله البيهقي في المعرفة وقال ابن حزم هو باطل بلا شك يعنى الصلاة عليهم وأجاب بعضهم بان ذلك من الخصائص بدليل أنه أخر الصلاة عليهم هذه المدة الطويلة ثم إن الذين أجازوا الصلاة على الشهيد من الحنفية وغيرهم لا يجيزون تأخيرها بعد ثلاثة أيام فلا حجة لهم: وفي الباب أيضا حديث ابن عباس رواه ابن إسحاق قال حدثني من لا أتهم عن مقسم مولى ابن عباس عن ابن عباس قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمزة فسجي ببردة ثم صلى عليه وكبر سبع تكبيرات ثم أتى بالقتلى فيوضعون إلى حمزة فيصلى عليهم وعليه معهم حتى صلى عليه ثنتين وسبعين صلاة قال السهيلي إن كان الذي أبهمه ابن إسحاق
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»
الفهرست