تلخيص الحبير - ابن حجر - ج ١ - الصفحة ٣٦٧
(1) (حديث) لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك: متفق عليه من رواية أبي هريرة في حديث وله طرق وألفاظ رواه مسلم من حديث أبي سعيد والبزار من حديث على وابن حبان من حديث الحرث الأشعري واحمد من حديث ابن مسعود والحسن ابن سفيان من حديث جابر: (تنبيه) الخلوف بضم الخاء المعجمة هو التغير في الفم: قال عياض قيدناه عن المتقنين بالضم وأكثر المحدثين يفتحون خاءه وهو خطأ وعده الخطابي في غلطات المحدثين واختلف العلماء في معنى قوله سبحانه وتعالى الا الصوم فإنه لي وانا أجزى به على أقوال كثيرة بلغ بها أبو الخير الطالقاني إلى خمسة وخمسين قولا والمشهور منها أقوال الأول ان الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف الا الصوم فإنه أكثر: الثاني انه يوم القيمة يأخذ خصماؤه جميع أعماله الا الصوم فلا سبيل لهم عليه قاله ابن عيينة: الثالث ان الصوم لم يعبد به غير الله وما عداه من العبادات تقربوا به إلى آلهتهم: الرابع ان الصوم صبر والله تعالى يقول (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) ووقع نزاع بين الامامين أبى محمد بن عبد السلام وأبى عمرو بن الصلاح في أن هذا الطيب هل هو في الدنيا أو في الآخرة فقال ابن عبد السلام في الآخرة خاصة لرواية مسلم من ريح المسك يوم القيمة وقال ابن الصلاح عام في الدنيا والآخرة واستدل على ذلك بأدلة كثيرة ونقله. عن خلق من العلماء وأوضح ما استدل به ما رواه ابن حبان بلفظ لخلوف فم الصائم حين يخلف من الطعام ورواية جابر عن مسند الحسن بن سفيان: وأما الثانية فإنهم يمشون وخلوف أفواههم أطيب عند الله من ريح المسك أملاه الإمام أبو منصور السمعاني وقال إنه حديث حسن: قال ابن الصلاح واما ذكر يوم القيمة في تلك الرواية فلانه يوم الجزاء وفيه يظهر رجحان الخلوف في الميزان على المسك المستعمل في الدنيا فخص في هذه الرواية لذلك والطلق في باقي الروايات نظرا إلى أن أصل أفضليته ثابته في الدارين كما قال تعالى (ان ربهم بهم يومئذ لخبير) (تنبيه آخر) استدل الأصحاب بهذا الحديث على كراهية الاستياك بعد الزوال لمن يكون صائما وفي الاستدلال به لكن في رواية الدارقطني عن أبي هريرة قال قال لك السواك إلى العصر فإذا صليت فالفه فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وقد عارضه حديث عامر بن ربيعة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك وهو صائم ما لا أعد رواه أبو داود وغيره واسناده حسن علقه البخاري ونقل الترمذي ان الشافعي قال لا باس بالسواك للصائم أول النهار وآخره وهذا اختيار أبى شامة وابن عبد السلام
(٣٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 357 358 359 365 366 367 368 369 370 371 372 ... » »»
الفهرست