شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ١٩٤
وكنانة وأسد، ومخفف بن سليم على الأزد وبجيلة وخثعم الأنصار وخزاعة، وحجر ابن عدي الكندي على كندة وحضرموت وقضاعة، وزياد بن النضر على مذحج والأشعريين، وسعيد بن مرة الهمداني على همدان ومن معهم من حمير، وعدي بن حاتم الطائي على طيئ، تجمعهم الدعوة مع مذحج، وتختلف الرايتان: راية مذحج مع زياد بن النضر، وراية طيئ مع عدى بن حاتم، هذه عساكر الكوفة. وأما عساكر البصرة فخالد بن معمر السدوسي على بكر بن وائل، وعمرو بن مرجوم العبدي على عبد القيس، وابن شيمان الأزدي (١) على الأزد، والأحنف على تميم وضبة والرباب، وشريك ابن الأعور الحارثي على أهل العالية:
أما بعد، فإني أبرأ إليكم من معرة الجنود (٢) [إلا من جوعة إلى شبعة، ومن فقر إلى غنى، أو عمى إلى هدى، فإن ذلك عليهم] (٣). فأغربوا (٤) الناس عن الظلم والعدوان، وخذوا على أيدي سفهائكم، واحترسوا أن تعملوا أعمالا لا يرضى الله بها عنا فيرد بها علينا وعليكم دعاءنا، فإنه تعالى يقول: ﴿ما يعبأ بكم ربى لولا دعاؤكم﴾ (5).
وإن الله إذا مقت قوما من السماء هلكوا في الأرض، فلا تألوا أنفسكم خيرا، ولا الجند حسن سيرة، ولا الرعية معونة ولا دين الله قوة، وأبلوا في سبيله ما استوجب عليكم، فإن الله قد اصطنع عندنا وعندكم ما يجب علينا أن نشكره بجهدنا، وأن ننصره ما بلغت قوتنا ولا قوة إلا بالله.

(١) في صفين: (صبرة بن شيمان).
(٢) قوله: (أبرأ إليكم من معرة الجيش)، نسبه صاحب اللسان هذا القول إلى عمر بن الخطاب، وقال: (وأما معرة الجيش التي تبرأ منها عمر رضي الله عنه، فهي وطأتهم من مروا به من مسلم أو معاهد، وإصابتهم إياهم في حريمهم وأموالهم وزروعهم بما لم يؤذن لهم فيه)، وفى صفين: (معرة الجيش).
(٣) تكملة من كتاب صفين.
(٤) أغربوا الناس، أي نحوهم، وفى صفين) فاعزلوا الناس).
(٥) سورة الفرقان ٧٧
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية رد المرتضى على ما أرده القاضي عبد الجبار من الدفاع عن عثمان 4
2 ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد عليها 11
3 بيعة جرير بن عبد الله البجلي لعلي 70
4 بيعة الأشعث لعلي 73
5 دعوة علي معاوية إلى البيعة والطاعة ورد معاوية عليه 74
6 أخبار متفرقة 91
7 مفارقة جرير بن عبد الله البجلي لمعاوية 115
8 نسب جرير وبعض أخباره 117
9 44 - ومن كلام له عليه السلام لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى معاوية 119
10 نسب بنى ناجية 120
11 نسب علي بن الجهم وطائفة من أخباره وشعره 122
12 نسب مصقلة بن هبيرة 127
13 خبر بني ناجية مع علي 127
14 قصة الخريت بن راشد الناجي وخروجه على علي 128
15 45 - من خطبة له عليه السلام في الزهد وتعظيم الله وتصغير أمر الدنيا 152
16 فصل بلاغي في الموازنة والسجع 153
17 نبذ من كلام الحكماء في مدح القناعة وذم الطمع 154
18 46 - من كلام له عليه السلام عن عزمه على المسير إلى الشام 165
19 أدعية على عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية 166
20 كلام علي حين نزل بكربلاء 169
21 كلامه لأصحابه وكتبه إلى عماله 171
22 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابه عليه 188
23 47 - من كلام له عليه السلام في ذكر الكوفة \ 197
24 فصل في ذكر فضل الكوفة 198
25 48 - من خطبة له عليه السلام عند المسير إلى الشام 200
26 أخبار علي في جيشه وهو في طريقه إلى صفين 202
27 49 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه وتمجيده 216
28 فصول في العلم الإلهي: 217
29 الفصل الأول وهو الكلام على كونه تعالى عالما بالأمور الخفية 218
30 الفصل الثاني في تفسير قوله عليه السلام: " ودلت عليه أعلام الظهور " 221
31 الفصل الثالث في أن هويته تعالى غير هوية البشر 222
32 الفصل الرابع في نفي التشبيه عنه تعالى 223
33 الفصل الخامس في بيان أن الجاحد له مكابر بلسانه ومثبت له بقلبه 238
34 50 - من خطبة له عليه السلام يصف وقوع الفتن 240
35 51 - من كلام له عليه السلام لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليه السلام على شريعة الفرات بصفين ومنعوهم من الماء 244
36 الأشعار الواردة في الإباء والأنف من احتمال الضيم 245
37 أباة الضيم وأخباره 249
38 غلبة معاوية على الماء بصفين ثم غلبة علي عليه بعد ذلك 312
39 52 - من خطبة له في وصف الدنيا ما قيل من الأشعار في ذم الدنيا 335