لا يخاف في الله لومة لائم قال فأتى الرجل حين أصبح فإذا أبو بكر وعمر قاعدان جميعا فقص عليهما الرؤيا فلما فرغ منها انتهره عمر ثم قال له قم أحلام نائم فقام الرجل فلما توفى أبو بكر وولى عمر أرسل إليه ثم قال له أعد على الرؤيا التي رأيتها قال أوما كنت رددتها على قال له أو ما كنت تستحي أن تذكر فضيلتي في مجلس أبي بكر وهو فيه قاعد قال فقصها الرجل عليه فقال بالخلافة قال عمر هذه أولتهن يريد قد نلتها ثم قال والشهادة فقال عمر أنى ذلك لي والعرب حولي فقال بلى وان الله على ذلك لقدير قال وأنه لا يخاف في الله لومة لائم ثال عمر والله ما أبالي إذا قعد الخصمان بين يدي على من دار الحق فأديره (قال عبد الرحمن بن القاسم) سمعت مالكا يقول اختصم قوم في أرض قرب المدينة فرفعوا ذلك إلى عثمان بن عفان قال فركب معهم عثمان بن عفان لينظر فيما بينهم قال فلما ركب وسار فقال له رجل من القوم يا أمير المؤمنين أتركب في أمر قد قضى فيه عمر بن الخطاب قال فرد عثمان دابته وقال ما كنت لأنظر في أمر قد قضى فيه عمر (قلت) لابن القاسم هل يجبر الامام أحدا على أخذ هذا المال إذا أبي أخذه قال لا (قال) وسمعت مالكا يذكر أن عمر بن الخطاب كان يدعو الحكيم بن حزام فيعطيه عطاءه قال فيأبى ذلك حكيم ويقول قد تركته على عهد من هو خير منك يريد النبي عليه الصلاة والسلام فيقول عمر اني أشهدكم عليه (قال ابن القاسم) فلم يجبر عمر هذا على أخذ المال (قال) وسمعت مالكا يقول إنما تركه حكيم لحديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث الذي جاء ان خيرا لأحدكم أن لا يأخذ من أحد شيئا قالوا ولا منك يا رسول الله قال ولا مني (تم كتاب الزكاة الأول من المدونة الكبرى والحمد لله رب العالمين) (وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم) (ويليه كتاب الزكاة الثاني)
(٣٠٥)