فتح الوهاب - زكريا الأنصاري - ج ١ - الصفحة ٣٩١
من الإعارة. وبما ذكر علم أنه لا يشترط تعيين المعار، فلو قال أعرني دابة فقال خذ ما شئت من دوابي صحت، (وتكره) كراهة تنزيه (استعارة وإعارة فرع أصله لخدمة و) استعارة وإعارة (كافر مسلما) صيانة لهما عن الاذلال، والأولى مع ذكر كراهة الاستعارة في الثانية من زيادتي، فإن قصد باستعارة أصله للخدمة ترفعه فلا كراهة، بل يستحب كما قال القاضي أبو الطيب وغيره، وكذا لا تكره إعارة الأصل نفسه لفرعه ولا استعارة فرعه وإياه منه، (و) شرط (في الصيغة لفظ يشعر بالاذن في الانتفاع كأعرتك، أو بطلبه كأعرني مع لفظ الآخر أو فعله) وإن تأخر أحدهما عن الآخر كما في الإباحة وفي معنى اللفظ ما مر في الضمان، (و) قوله (أعرتكه) أي فرسي مثلا (لتعلفه) بعلفك (أو لتعيرني فرسك إجارة) لا إعارة نظرا إلى المعنى (فاسدة) لجهالة المدة والعوض، فيجب فيها أجرة المثل بعد القبض. ومضى زمن لمثله أجرة ولا تضمن العين كما يعلم ذلك من كتاب الإجارة، وقضية التعليل أنه لو قال أعرتكه شهرا من الآن لتعلفه كل يوم بدرهم أو لتعيرني فرسك هذا شهرا من الآن، كانت إجارة صحيحة (ومؤنة رده) أي المعار (على مستعير) من مالك أو من نحو مكتر ان رد عليه، فإن رد على المالك فالمؤنة عليه كما لو رد عليه المكتري وخرج بمؤنة رده مؤنته، فتلزم المالك لأنها من حقوق الملك وخالف القاضي فقال إنها على المستعير (فإن تلف) كله أو بعضه عند المستعير (لا باستعمال مأذون) فيه ولو بلا تقصير (ضمنه) بدلا أو رشا لخبر على اليد ما أخذت حتى تؤديه، رواه أبو داوود والحاكم وصححه على شرط البخاري، ويضمن التالف بالقيمة وإن كان مثليا كخشب وحجر على ما جزم به في الأنوار واقتضاه كلام جمع وقال ابن أبي عصرون يضمن المثلى بالمثل، وجرى عليه السبكي وهو الأوجه. أما تلفه بالاستعمال المأذون فيه فلا ضمان للاذن فيه (لا مستعير من نحو مكتر) كموصي له بمنفعة، فلا ضمان عليه لأنه نائبه وهو لا يضمن، فكذا هو بخلاف المستعير من مستأجر إجارة فاسدة لان معيره ضامن كما جزم به البغوي، وعلله بأنه فعل ما ليس له، قال والقرار على المستعير ولا يقال حكم الفاسدة حكم الصحيحة في كل ما تقتضيه بل في سقوط الضمان بما تناوله الاذن فقط، ونحو من زيادتي، (كتالف في شغل مالك) تحت يد غيره كأن تسلم منه دابته ليروضها له، أو ليقضي له عليها حاجة فإنه لا ضمان عليه لأنه نائبه، (وله) أي للمستعير (انتفاع مأذون) فيه (ومثله) و دونه المفهوم بالأولى (ضررا إلا إن نهاه)
(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 7
2 كتاب الطهارة 10
3 باب الأحداث 15
4 فصل في آداب الخلاء وفي الاستنجاء 20
5 باب الوضوء 23
6 باب مسح الخفين 29
7 باب الغسل 34
8 باب في النجاسة و إزالتها 37
9 باب التيمم 41
10 (فصل) في كيفية التيمم و غيرها: 44
11 باب الحيض 49
12 (فصل) 50
13 كتاب الصلاة 54
14 باب أوقاتها 54
15 (فصل) 59
16 باب 61
17 باب 64
18 باب صفة (أي كيفية) الصلاة 69
19 باب 87
20 باب في مقتضى سجود السهو وما يتعلق به 94
21 باب في سجودي التلاوة والشكر 99
22 باب في صلاة النفل 101
23 باب في صلاة الجماعة 105
24 (فصل) في صفات الأئمة: 110
25 فصل 114
26 في قطع القدوة وما تنقطع به وما يتبعهما 121
27 باب كيفية صلاة المسافر 122
28 (فصل) في شروط القصر وما يذكر معها: 124
29 (فصل) في الجمع بين الصلاتين: 127
30 باب صلاة الجمعة 130
31 (فصل) في الأغسال المسنونة في الجمعة وغيرها وما يذكر معها: 136
32 فصل 139
33 باب في صلاة الخوف وما يذكر معها 141
34 فصل 144
35 باب في صلاة العيدين وما يتعلق بها 145
36 باب في صلاة كسوف الشمس و القمر 149
37 باب في الاستسقاء 151
38 باب في حكم تارك الصلاة 154
39 كتاب الجنائز 155
40 فصل في تكفين الميت و حمله 162
41 فصل في صلاة الميت: 166
42 فصل في دفن الميت وما يتعلق به: 172
43 كتاب الزكاة 179
44 باب زكاة الماشية 179
45 باب زكاة النابت 185
46 باب زكاة النقد 190
47 باب زكاة المعدن والركاز والتجارة 192
48 باب زكاة الفطر 196
49 باب من تلزمه زكاة المال وما تجب فيه 200
50 باب أداء زكاة المال 201
51 باب تعجيل الزكاة 202
52 كتاب الصوم 205
53 فصل في أركان الصوم 206
54 فصل في شروط وجوب صوم رمضان وما يبيح ترك صومه: 211
55 فصل في فدية فوت الصوم الواجب: 212
56 باب صوم التطوع 215
57 كتاب الاعتكاف 217
58 (فصل) 218
59 فصل في الاعتكاف المنذور 227
60 كتاب الحج 233
61 باب المواقيت 236
62 باب الإحرام 239
63 باب صفة النسك 242
64 فصل 243
65 فصل 249
66 فصل 252
67 فصل 255
68 فصل 258
69 باب ما حرم بالإحرام 261
70 باب الإحصار 268
71 كتاب البيع 271
72 باب الربا 276
73 باب 281
74 (فصل) 285
75 فصل في تفريق الصفقة وتعددها: 287
76 باب الخيار 289
77 فصل في خيار الشرط: 290
78 فصل في خيار العيب وما يذكر معه: 292
79 باب في حكم المبيع ونحوه 300
80 باب التولية 304
81 (باب) بيع (الأصول) 307
82 فصل في بيان بيع الثمر والزرع و بدو صلاحهما 311
83 باب الاختلاف في كيفية العقد 314
84 باب 316
85 كتاب السلم 318
86 فصل في بيان أداء غير المسلم فيه عنو وقت أدائه ومكانه 325
87 فصل في القرض 326
88 كتاب الرهن 328
89 فصل فيما يترتب على لزوم الرهن 334
90 فصل في الاختلاف في الرهن وما يتعلق به 339
91 فصل في تعلق الدين بالتركة 341
92 كتاب التفليس 342
93 فصل فيما يفعل في مال المحجور عليه بالفلس من بيع وقسمة وغيرهما 343
94 فصل في رجوع المعامل للمفلس عليه بما عامله به ولم يقبض عوضه 346
95 باب الحجر 349
96 فصل فيمن يلي الصبي مع بيان كيفية تصرفه في ماله 353
97 باب الصلح والتزاحم على الحقوق المشتركة 354
98 فصل في التزاحم على الحقوق المشتركة 358
99 باب الحوالة 362
100 باب الضمان 364
101 باب الشركة 369
102 كتاب الوكالة 372
103 فصل 374
104 (فصل) 376
105 فصل 378
106 كتاب الإقرار 381
107 فصل في بيان أنواع من الإقرار مع بيان صحة الاستثناء 385
108 فصل في الإقرار بالنسب 388
109 كتاب العارية 390
110 فصل في بيان أن العارية غير لازمة وفيما للمعير وعليه بعد الرد في عارية الأرض وغير ذلك 392
111 كتاب الغصب 395
112 فصل 397
113 فصل 399
114 فصل فيما يطرأ على المغصوب من زيادة وغيرها 402
115 كتاب الشفعة 406
116 فصل 408
117 كتاب القراض 411
118 فصل في أحكام القراض 413
119 فصل 415
120 كتاب المساقاة 417
121 فصل 419
122 كتاب الإجارة 422
123 فصل فيما يجب بالمعنى الآتي على المكري والمكتري لعقار أو دابة 427
124 فصل في بيان غاية الزمن الذي تقدر المنفعة به تقريبا مع ما يذكر معها 429
125 فصل فيما يقتضي الانفساخ والخيار في الإجارة وما لا يقتضيهما 431
126 كتاب إحياء الموات 434
127 فصل في بيان حكم المنافع المشتركة 436
128 فصل في بيان حكم الأعيان المشتركة المستفادة من الأرض 438
129 كتاب الوقف 440
130 فصل في أحكام الواقف اللفظية 443
131 فصل في أحكام الوقف المعنوية 444
132 فصل في بيان النظر على الوقف وشرط الناظر ووظيفته 445
133 كتاب الهبة 446
134 كتاب اللقطة 449
135 فصل في بيان حكم لقط الحيوان و غيره مع بيان تعريفهما 450
136 كتاب اللقيط 455
137 فصل في الحكم بإسلام اللقيط وغيره بتبعية أو بكفرهما كذلك 457
138 فصل في بيان حرية اللقيط ورقه واستلحاقه 458
139 كتاب الجعالة 460