حي على خير العمل - محمد سالم عزان - الصفحة ٣٩
مشهور، رواه البخاري ومسلم ومالك وأحمد وغيرهم.
فالاعتراض هنا لا يرد على الخليفة بقدر ما يرد على من يتعصب لتصرفاته، فيجعل منها تشريعا وتقنينا، مع أن الناس غير ملزمين بالعمل برأيه واجتهاده وإن كان خليفة، فقد اجتهد غيرة من الخلفاء وكبار الصحابة ولم يزعم أحد أن شيئا من اجتهاداتهم ملزم للمسلمين بحيث لا يجوز مخالفته.
أثر قرار تنحية حي على خير العمل من الأذان لاشك أن قرار تنحية حي على خير العمل من الأذان - بالكيفية المذكورة - كان له أثر كبير واستجابة على نطاق واسع، وذلك للأسباب التالية:
الأول: أن القرار صدر بأمر رسمي من الخليفة، وقد كان الناس ينظرون إلى الخليفة حين ذاك على أنه الراعي للشريعة وحامي حمى الدين، وشواهد هذا كثيرة ليس هنا محل ذكرها.
الثاني: أن القرار كان معللا بعلة يمكن لكثير من الناس قبولها، وهي أن العامة لو ترسخ عندهم أن
(٣٩)
مفاتيح البحث: الوسعة (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»