الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يريدون قتل من يأتي هلالا من المشركين فمنعهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بما ذكر من قوله * (إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق) * فلما أكمل الله سبحانه نعمته على المسلمين وأعز بنصره خاتم النبيين نسخ هاتين الآيتين ونسخ كل عهد كان بينه وبين المشركين فقال: * (واقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم) * (21) فأمر المسلمين بقتل المشركين حيث وجدوهم، وأن يقعدوا لهم كل مرصد، وأن لا يستبقوا من المشركين أحدا الا من تاب من خطيئته، ورجع إلى الله عن سيئته، ثم قال عز وجل تحذيرا للمؤمنين وتأكيدا منه عليهم في التحفظ إذا ضربوا في الأرض من قتل المؤمنين فقال: * (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة) * (22) فيقال إن هذه الآية نزلت في أسامة بن زيد حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى أرض غطفان، ولم يكن بالمؤمر على السرية فبلغ غطفان خبرهم فهربوا وتخلف رجل من غطفان يقال له مر داس بن نهيك فلما رآهم خافهم وألجأ غنمه إلى كهف في الجبل ثم استقبلهم فسلم عليهم وشهد بشهادة الحق فحمل عليه أسامة فطعنه وأخذ ماله فنزل جبريل فأخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خبره، فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جعل صاحب السرية يثني على أسامة ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم معرض حتى إذا فرغ الرجل قال له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (يا أسامة قال
(٢٨٨)