فقه الحضارة - السيد السيستاني - الصفحة ١٩٠
(4) ما لا يجوز للمرأة وما يجوز لم تعد المرأة متأقلمة بإطارها القديم، وقد بعثت روح الحضارة جذوة التفتح على الحياة الماصرة، وقد أخذت المرأة من ذلك جزءا لا يستهان به من الصحوة، ولكن هذا لا يعني لها أن تخرج عن أصول الدين وسنن الشريعة، فذلك رابط مقدس يصونها عن الانحراف، ويحميها من التدهور والانحطاط، ويخلق منها نموذجا رائعا من نماذج القصد والاعتدال والاستقامة، ولما كانت إفرازات العصر كثيرة، كان التحرز والتحفظ منها بنسبتها، ولقد اختطت الشريعة الغراء للمرأة المسلمة بلغت الذروة في الصفة والكمال، وتسنمت مدارج الرفقة إلى الحياة الحرة الكريمة، ولما كانت مفردات شؤون المرأة متعددة الجوانب في الإفتاء، وهي منتشرة في مظانها من المصادر والمراجع فسأقتصر بالحديث عما لا يجوز للمرأة وما يجوز لها في حدود على سبيل النموذج والمثال لا الحصر والاستقصاء.
لقد أولى سيدنا المفدى دام ظله الوريف عنايته الفائقة لهذا
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست