كلمة التقوى - الشيخ محمد أمين زين الدين - ج ٢ - الصفحة ٣٣٢
نفسه، وقد أشارت إلى ذلك الآية الكريمة: (والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم).
[المسألة 67:] من متممات هذه المنزلة، ومقربات الوصول إلى هذه الغاية أن يشتد الخوف في قلب المؤمن، فيبكي خشية من الله لما اقترف من الذنوب، أو يبكي ندما على ما قابل به ربه الكريم العظيم من العصيان، أو خجلا مما تفضل عليه من النعم والأيادي، فعن الإمام أبي محمد الحسن العسكري (ع) عن آبائه (ع) عن الصادق (ع): (إن الرجل ليكون بينه وبين الجنة أكثر مما بين الثرى إلى العرش لكثرة ذنوبه، فما هو إلا أن يبكي من خشية الله (عز وجل) ندما عليها حتى يصير ما بينه وبينها أقرب من جفنه إلى مقلته).
[المسألة 68:] إذا توازن الخوف والرجاء في قلب المؤمن، وأثمر اجتماعهما له ملكة التقوى - كما ذكرنا في ما سبق -، قبل الله منه عمله، وإن كان يسيرا، كما قال سبحانه: (إنما يتقبل الله من المتقين)، وبوأه المقام الرفيع من رضاه في الدنيا والآخرة، وآتاه العزة والكرامة، كما يقول تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، وعن أمير المؤمنين (ع): (لا يقل عمل مع تقوى، وكيف يقل ما يتقبل)، وعن الصادق (ع): (من أخرجه الله من ذل المعاصي إلى عز التقوى أغناه الله بلا مال، وأعزه بلا عشيرة، وآنسه بلا أنيس، ومن خاف الله أخاف الله منه كل شئ، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شئ) وكلما ازدادت ملكة التقوى في نفس المؤمن ثباتا ورسوخا ازداد عطاؤها وعظم نتاجها.
[المسألة 69:] يجب على العبد المكلف أن يجتنب الذنب وإن كان صغيرا فضلا عن كبائر الذنوب، ففي خبر زيد الشحام عن أبي عبد الله (ع): (اتقوا المحقرات من الذنوب فإنها لا تغفر، قلت: وما المحقرات؟ قال (ع): الرجل يذنب الذنب، فيقول طوبى لي إن لم يكن لي غير ذلك) وعن الرسول صلى الله عليه وآله: (إياكم والمحقرات من الذنوب فإن لكل شئ طالبا، ألا وإن طالبها يكتب ما قدموا وآثارهم وكل شئ أحصيناه في إمام مبين)، وعن أمير المؤمنين (ع): (أشد الذنوب ما استهان به صاحبه).
(٣٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (1) كتاب الصوم 5
2 الأول - النية 8
3 الثاني - المفطرات 17
4 الثالث - الكفارات 46
5 الرابع - شرائط صحة الصوم وشرائط وجوبه 61
6 الخامس - طرق ثبوت الهلال 72
7 السادس - احكام قضاء شهر رمضان 77
8 السابع - صوم الكفارة 88
9 الثامن - اقسام الصوم 95
10 خاتمة الكتاب الصوم 103
11 (2) كتاب الاعتكاف 109
12 الأول - الاعتكاف وشرائطه 112
13 الثاني - احكام الاعتكاف 135
14 (3) كتاب الزكاة 145
15 الأول - الشرائط العامة لوجوب الزكاة 148
16 الثاني - زكاة الأنعام الثلاثة 157
17 الثالث - زكاة النقدين 172
18 الرابع - زكاة الغلات الأربع 177
19 الخامس - ما تستحب فيه الزكاة 189
20 السادس - في مصارف الزكاة ومستحقيها 194
21 السابع - أوصاف من يستحق الزكاة 210
22 الثامن - جملة من احكام الزكاة 217
23 التاسع - زكاة الفطرة 227
24 العاشر - جنس زكاة الفطرة ومقدارها 234
25 الحادي عشر - وقت وجوب الفطرة ومصرفها 237
26 (4) كتاب الخمس 241
27 الأول - ما يجب فيه الخمس 243
28 الثاني - مستحق ومصرفه 288
29 الثالث - الأنفال 296
30 (5) كتاب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 301
31 الأول - الامر بالمعروف الواجب، والنهي عن المنكر المحرم 304
32 الثاني - الامر بالمعروف المندوب، والنهي عن المكروه 321
33 الثالث - مجاهدة النفس 330