كلمة التقوى - الشيخ محمد أمين زين الدين - ج ٢ - الصفحة ٣١٩
[المسألة 37:] يجب التآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر بين الأفراد والجماعات من المؤمنين، فكل فرد منهم يأمر نفسه ويأمر الآخرين بفعل المعروف الواجب، وينهى نفسه وينهى الآخرين عن ارتكاب المنكر المحرم، ويجب عليهم التواصي بالحق وإقامته، والتواصي بالصبر على الطاعات والصبر عن المعاصي، وخصوصا إذا اعتيد بين الناس ترك المعروف وارتكاب المنكر فيجب على المؤمنين أن يتآزروا على محو ذلك ما استطاعوا في أفعالهم وأقوالهم.
وتحرم المجاهرة بين الأفراد والجماعات بترك المعروف والتظاهر بفعل المنكرات أو استسهال أمرها والتغاضي عن حدوثها، والمجاهرة بترك المعروف جرأة كبيرة على الله وإعلان من العبد بترك واجباته، والتظاهر بالمنكر تجرؤ شديد على الله واعلان من العبد بفعل محرماته، ومن أجل ذلك يكونان أشد حرمة وتماديا في الغي والعتو عليه سبحانه ومحاربة صريحة له، ويجب تآزر الأفراد والجماعات المسلمة على نبذ ذلك، والحيلولة عن وقوع هذا الداء العضال، وقد ذكرنا في أول الكتاب بعض النصوص المحذرة عن حصوله والمخوفة من سوء عاقبته، وعن الإمام الرضا (ع): (كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إذا أمتي تواكلت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فليأذنوا بوقاع الهلاك من الله)، والمراد أن يترك كل فرد وكل فريق من الأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اتكالا على غيره فلا يقيمهما منهم أحد، وفي حديث طويل للإمام محمد بن علي الباقر (ع) ذكر فيه رفض الناس لهذه الفريضة في آخر الزمان وابتغاءهم المعاذير في تركها، ثم قال (ع): (هنالك يتم غضب الله عز وجل عليهم فيعمهم بعقابه، فيهلك الأبرار في دار الأشرار والصغار في دار الكبار) وتلاحظ المسألة الثانية.
[المسألة 38:] يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الجماعات كما يجب على الأفراد فإذا كان الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر لا يتأدى إلا بقيام جماعة متعددين به ولا يكفي فيه أن يتصدى له فرد واحد، وجب على الجماعة أن يجتمعوا ويدعو بعضهم بعضا إلى ذلك، فيأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر متعاونين بينهم متآزرين على امتثال التكليف به، سواء كان المعروف الذي يأمرون به والمنكر الذي ينهون عنه من فعل شخص واحد، فلا يأتمر ذلك
(٣١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (1) كتاب الصوم 5
2 الأول - النية 8
3 الثاني - المفطرات 17
4 الثالث - الكفارات 46
5 الرابع - شرائط صحة الصوم وشرائط وجوبه 61
6 الخامس - طرق ثبوت الهلال 72
7 السادس - احكام قضاء شهر رمضان 77
8 السابع - صوم الكفارة 88
9 الثامن - اقسام الصوم 95
10 خاتمة الكتاب الصوم 103
11 (2) كتاب الاعتكاف 109
12 الأول - الاعتكاف وشرائطه 112
13 الثاني - احكام الاعتكاف 135
14 (3) كتاب الزكاة 145
15 الأول - الشرائط العامة لوجوب الزكاة 148
16 الثاني - زكاة الأنعام الثلاثة 157
17 الثالث - زكاة النقدين 172
18 الرابع - زكاة الغلات الأربع 177
19 الخامس - ما تستحب فيه الزكاة 189
20 السادس - في مصارف الزكاة ومستحقيها 194
21 السابع - أوصاف من يستحق الزكاة 210
22 الثامن - جملة من احكام الزكاة 217
23 التاسع - زكاة الفطرة 227
24 العاشر - جنس زكاة الفطرة ومقدارها 234
25 الحادي عشر - وقت وجوب الفطرة ومصرفها 237
26 (4) كتاب الخمس 241
27 الأول - ما يجب فيه الخمس 243
28 الثاني - مستحق ومصرفه 288
29 الثالث - الأنفال 296
30 (5) كتاب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 301
31 الأول - الامر بالمعروف الواجب، والنهي عن المنكر المحرم 304
32 الثاني - الامر بالمعروف المندوب، والنهي عن المكروه 321
33 الثالث - مجاهدة النفس 330