ومنها ما في الكافي عن القمي عن أبيه عن شيخ من أصحابنا الكوفيين، قال:
دخل عيسى بن السقفي على أبي عبد الله عليه السلام قال: جعلت فداك أنا رجل كانت صناعتي السحر وكنت آخذ عليه الأجر وكان معاشي وقد حججت منه وقد من الله على بلقائك وقد تبت إلى الله من ذلك فهل لي في شئ من ذلك وخرج فقال له أبو عبد الله عليه السلام حل ولا تعقد وكان الصدوق قدس سره في العلل أشار إلى هذه الرواية حيث قال: روي أن توبة الساحر أن يحل ولا يعقد، وظاهر المقابلة بين الحل والعقد في الجواز والعدم كون كل منهما بالسحر فحمل الحل على ما كان بغير السحر من الدعاء والآيات ونحوهما كما عن بعض لا يخلو عن بعد.
ومنها ما عن العسكري عن آبائه عليهم السلام في قوله تعالى: (وما أنزل على الملكين ببال هاروت وماروت)، قال: كان بعد نوح قد كثرت السحرة والمموهون فبعث الله ملكين إلى نبي ذلك الزمان يذكر ما يسحر به السحرة، وذلك ما يبطل به سحرهم يرد به كيدهم فتلقاه النبي عن الملكين وأداه إلى عباد الله بأمر الله وأمرهم أن يقضوا به على السحر، وأن يبطلوه ونهاهم عن أن يسحروا به الناس، وهذا كما يقال: وأن السم ما هو وأن ما يدفع به غائلة السم ما هو، ثم يقال] للمتعلم هذا السم فمن رأيته سم فادفع غائلته بهذا ولا تقتل بالسم إلى أن قال: وما يعلمان من أحد ذلك السحر وإبطاله حتى يقولا للمتعلم أنما نحن فتنة وامتحان للعباد ليطيعوا الله فيما يتعلمون من هذا، ويبطلوا به كيد السحرة ولا يسحروهم فلا تكفر باستعمال هذا السحر و طلب الاضرار ودعاء الناس إلى أن يعتقدوا أنك تحيي وتميت وتفعل ما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل، فإن ذلك كفر إلى أن قال: فيتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم لأنهم إذا تعلموا ذلك السحر، ليسحروا به ويضروا به فقد تعلموا ما يضر بدينهم و لا ينفعهم فيه (الحديث).
وفي رواية محمد بن الجهم [ليس في كتب الرجال محمد بن الجهم وإنما هو علي بن محمد بن الجهم] عن مولانا الرضا عليه السلام في حديث، قال: وأما هاروت وماروت فكانا ملكين علما الناس السحر فيحترزوا به عن سحر السحرة فيبطلوا به كيدهم وما علما أحدا من ذلك شيئا حتى قالا إنما نحن فتنة فلا تكفر فكفر قوم باستعمالهم لما أمروا بالاحتراز عنه.]