بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٠٤
يختص بالكم المتصل، وكالزوجية والفردية في الأعداد مما يختص بالكم المنفصل.
وثالثها: الكيفيات الاستعدادية، وتسمى أيضا: " القوة واللا قوة " كالاستعداد الشديد نحو الانفعال كاللين، والاستعداد الشديد نحو اللا انفعال كالصلابة. وينبغي أن يعد منها مطلق الاستعداد القائم بالمادة. ونسبة الاستعداد إلى القوة الجوهرية التي هي المادة نسبة الجسم التعليمي الذي هو فعلية الامتداد في الجهات الثلاث إلى الجسم الطبيعي الذي فيه إمكانه (1).
ورابعها: الكيفيات المحسوسة بالحواس الخمس الظاهرة (2)، وهي إن كانت سريعة الزوال كحمرة الخجل وصفرة الوجل، سميت: " انفعالات "، وإن كانت راسخة، كصفرة الذهب وحلاوة العسل، سميت: " انفعاليات ".
ولعلماء الطبيعة اليوم تشكيك في كون الكيفيات المحسوسة موجودة في الخارج على ما هي عليه في الحس، مشروح في كتبهم.
الفصل الحادي عشر في المقولات النسبية وهي: الأين، ومتى، والوضع، والجدة، والإضافة، والفعل، والانفعال.
أما الأين: فهو هيئة حاصلة من نسبة الشئ إلى المكان (3).

(١) راجع أيضا: الفصل الأول والفصل الثالث عشر، من المرحلة العاشرة.
(٢) وهي المبصرات والمسموعات والمذوقات والمشمومات والملموسات.
(٣) اعلم أنهم اختلفوا في حقيقة المكان على أقوال:
الأول: ما ذهب إليه المتكلمون من إنكار المكان. قال الميبدي في شرح الهداية الأثيرية:
٦١: " مذهب الإشراقيين أن المكان موجود في الخارج. ومذهب المتكلمين أنه لا شئ، بمعنى أنه معدوم في الخارج ". وذكر الشيخ الرئيس حججهم، ثم أجاب عنها في الفصل الخامس من المقالة الثانية من الفن الأول من طبيعيات الشفاء.
الثاني: ما نسب إلى جماعة من الأوائل في شوارق الإلهام ٢: ٣٠٠. وهو أن المكان هيولى الجسم.
الثالث: أنه الصورة. وهذا القول أيضا منسوب إلى جماعة من الأوائل، فراجع شوارق الإلهام ٢: ٣٠٠.
الرابع: أنه سطح من جسم يلاقي المتمكن، سواء كان حاويا أو محويا له. وهذا القول تعرض له أرسطو في كتاب " الطبيعيات "، راجع كتاب " طبيعيات أرسطو " بالفارسية: ١٢٧.
الخامس: أنه السطح الباطن من الحاوي المماس للسطح الظاهر من المحوي. وهذا قول المعلم الأول والشيخ الرئيس، راجع " طبيعيات أرسطو ": ١٣٩، والفصل السادس والتاسع من المقالة الثانية من الفن الأول من طبيعيات الشفاء، ونسب إلى الفارابي في الأسفار ٤: ٤٣.
السادس: أن المكان بعد يساوي أقطار الجسم المتمكن، فيكون بعدا جوهريا مجردا عن المادة. وهذا قول أفلاطون كما في شرح المواقف: ٢٢٤. وقال السيد الداماد: " إن البعد المفطور المكاني المجرد قد أبطله أفلاطون بالبراهين، والشيخ الرئيس نقل ذلك عنه في الشفاء، وشارحا الإشارات إمام المتشككين وخاتم المحققين نقلا عنه. ثم ينسب فريق من هؤلاء المختلفين اثباته إليه "، انتهى كلامه في القبسات: 164.
وهذا القول نسب إلى الرواقيين في الأسفار 4: 43، وبدائع الحكمة: 11.
واختاره المحقق الطوسي وصدر المتألهين (قدس سرهما). فراجع كشف المراد: 152، وشوارق الإلهام: 301، وشرح التجريد للقوشجي: 156، والأسفار 4: 43.
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 110 ... » »»