بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٩٥
الفصل الرابع في إثبات المادة الأولى والصورة الجسمية إن الجسم من حيث هو جسم - ونعني به ما يحدث فيه الامتداد الجرمي أولا وبالذات - أمر " بالفعل "، ومن حيث ما يمكن أن يلحق به شئ من الصور النوعية ولواحقها أمر " بالقوة "، وحيثية الفعل غير حيثية القوة، لأن الفعل متقوم بالوجدان، والقوة متقومة بالفقدان. ففيه جوهر هو قوة الصور الجسمانية، بحيث إنه ليس له من الفعلية إلا فعلية أنه قوة محضة، وهذا نحو وجودها، والجسمية التي بها الفعلية صورة مقومة لها، فتبين أن الجسم مؤلف من مادة وصورة جسمية، والمجموع المركب منهما هو الجسم (1).
تتمة:
فهذه هي المادة الشائعة في الموجودات الجسمانية جميعا، وتسمى: " المادة الأولى " و " الهيولى الأولى ".
ثم هي مع الصورة الجسمية مادة قابلة للصور النوعية اللاحقة، وتسمى:
" المادة الثانية ".
الفصل الخامس في إثبات الصور النوعية (2) الأجسام الموجودة في الخارج تختلف اختلافا بينا من حيث الأفعال

(1) قال صدر المتألهين في تعليقته على شرح حكمة الإشراق: " وهذه الحجة مما ذكره المصنف (رحمه الله) - أي شيخ الإشراق - في المطارحات "، فراجع شرح حكمة الإشراق: 218.
ولكني لم أجدها في المطارحات. ونسبها الرازي إلى الشيخ الرئيس في المطالب العالية 6: 202.
(2) هذا مذهب الحكماء المشائين كما في الأسفار 5: 157. وخالفهم في ذلك الشيخ الإشراقي تبعا للأقدمين، حيث قال في المطارحات: 284: " وأما الصورة فالقدماء يرون أن كل ما ينطبع في شئ هو عرض، ويتأبون عن تسمية المنطبع في المحل جوهرا ".
وقال في حكمة الإشراق: 88: " والحق مع الأقدمين في هذه المسألة ".
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»