المسلك بل المسالك إلى اثباته واثبات كثرته متعددة (1) وثانيا ان هذه الجهات الكثيرة اللاحقة لذاته انما هي صور الأشياء الخارجية وليس كل واحده من تلك الجهات (2) تصلح لان تكون جهة لصدور أي معلول كان بل كل واحده منها جهة لصدور ما يطابقها ويماثلها على الترتيب وثالثا انه إذا دل البرهان على حصول صور المعلومات قبل ايجادها في ذاته تعالى (3) فلا بد من أن يكون وجودها في العين على طبق وجودها في العلم وكذا هيئاتها وكيفياتها الخارجية على وفق هيئاتها وكيفياتها الصورية والا لم يكن العلم الأزلي مطابقا للمعلوم فيكون جهلا وهو ممتنع بالضرورة ثم قال إن الصورة الأولى سواء تقدمت على اللازم المباين أو كانت غير متقدمة ولا متأخرة لما حصلت في ذاته فتستدعي جهتين في ذاته ولا يصح ان يكون سلب المادة سببا لخروج واجب الوجود إلى الفعل من الامكان غير المرجح لحصول صوره فيه حتى يكون قابل الصورة ذاته وفاعلها السلب وحده أو السلب مع ذاته فإنه يلزم ان يكون السلب أشرف من ذاته إذا كان الذات ليس لها الا القبول والسلب يرجح الحصول والفعل ومحال ان يكون الجهة السلبية أشرف من الذات الواجبية.
(٢٠٣)