تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ١٨٦
الدواء وقبض فان فيه حرارة وبرودة أو حلل ولزج فان فيه زبدية ونارية وكذا إذا أسهل غير محكم الدق كالسقمونيا أو فتح فإن لم يغسل كالهندبا أو أصلحه التطويل والغسل فلم يغث ولم يكرب كاللازورد أو حلل من خارج ولم يفعل من داخل كالكسفرة فإنك تعلم في مثل هذه أن الجزء الحار ضعيف لم يبق مع الحرارة الداخلة إلى حين الفعل (الثالثة) في الافعال الداخلة في تركيب المفردمن غير علاقة بالبدن كتحليل البسفايج للدم الجامد واللبن وتجميده لهما فان كلا من الفعلين بجوهره يضاد الآخر وكظهور أجزاء البدن الثلاثة بالعلاج فإنه دليل على تركبه منه وكانعقاد العسل بالبرد لما فيه من الماء ومن الحر لما فيه من الأرض وكرسوب العصارات وصفائها إلى غير ذلك.
(الرابعة) وهو أنا إذا جهلنا مزاج شئ مفرد وضعنا منه قدرا معينا في القرعة وركبنا الإنبيق وقطرناه فيسيل منه جزء بالضرورة مائع وجزء زبدي ويتخلف آخر ويصعد آخر فالمائع الماء والزبد الهواء والصاعد النار والثابت التراب قياسا على العناصر فيتضح قياس المفرد في نفس الامر.
واعلم أن الله تعالى لما خلق الحرارة وأصلها من الحركة الكونية التي هي القدرة وعلم العلل في الأشياء الساكنات ثم تحرك الحار على البارد بسر ما أودع الباري فيه من الحكمة المذكورة فامتزجا فتولد من الحرارة اليبوسة وتولد من البرودة الرطوبة فكانت أربع طبائع مفردات في جسم واحد روحاني وهو أول مزاج بسيط ثم صعدت الحرارة بالرطوبة فخلق الله تعالى منها طبيعة الحياة والأفلاك العلويات فهبطت البرودة مع اليبوسة إلى أسفل فخلق الله منها طبيعة الموت والأفلاك السفليات ثم اقترنت أجزاء الموتى بأرواحها التي صعدت منها فأدار الله الفلك الاعلى دورة ثانية وامتزجت الحرارة بالبرودة والرطوبة باليبوسة فتولدت العناصر الأربعة وذلك أنه حصل من مزاج الحرارة مع اليبوسة عنصر النار وحصل من مزاج الحرارة مع الرطوبة عنصر الهواء وحصل من مزاج البرودة مع الرطوبة عنصر الماء وحصل من مزاج البرودة مع اليبوسة عنصر الأرض فهذا مزاج العناصر وهو من الازدواج لقوله تعالى (ومن كل شئ خلقنا زوجين) فخلق الله تعالى منه العوالم العلوية وتركب منه المعدن فهو أول المركبات الثلاث ثم أدار الفلك الاعلى على الأسفل دورة ثالثة فتولد النبات والحيوان البهيم ثم أدار الفلك الاعلى على الفلك الأسفل دورة رابعة فتولد الحيوان الناطق الإنساني وهوآخر المركبات وتقدم الكلام على ذلك مجملا ومفصلا (ومنها) طرد الهوام عن المساكن وكثيرا ما اعتنت به الأوائل وأفرد بالتصنيف والأعم منه ما اشتدت نكايته كالحيات ويجب على كل ساكن منزل أن يرشه بالنوشادر وطرح القار والحسك والقطران لمنعها مطلق الهوام. ومما يختص بطرد الحية أظلاف الماعز وقرون الأيل وشعر الانسان والزرنيخ وثوب الأفعى بخورا وكذا الاخثاء كلها والعقارب بها وبالكبريت وشحم الماعز ورش الحلتيت محلولا بماء الفجل مجرب والبراغيث بطبيخ الدفلى والسذاب وشحم القنفذ ودم التيس والحنظل والبق بخشب الصنوبر وزبل البقر والزاج وحطب التين والشونيز والعشار والحشيش والشهدانج بخورا ورش ماء الترمس والقراد والزلم بالكندس والزرنيخ رشا وبخورا والفأر بها وبالرهج والعنصل كذلك والنمل بدخان الحلتيت والقطران ومرارة الثور والزنابير بالثوم والكبريت والأرضة بريش الهدهد والكركند والفوتنج والسوس بالساذج والافسنتين وقشر الأترج والزعفران والماش وزهر الحناء (ومنها الخواص) والمراد بالخاصية كل فعل لا يتخلف
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197