تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ١٦٥
إنك رحيم ودود وإنك تفعل ما تريد اللهم اجعلنا هادين مهديين غير ضالين ولا مضلين سلما لأوليائك وعدوا لأعدائك نحب بجبك من أحبك ونعادى بعد أواتك من خالفك من خلقك اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة وهذا الجهد وعليك التكلان، اللهم اجعل لي نورا في قلبي ونورا في قبرى ونورا من بين يدي ونورا من خلفي ونورا عن يميني ونورا عن شمالي ونورا في سمعي ونورا في بصرى ونورا في شعري ونورا في بشرى ونورا في لحمي ونورا في عظمي ونورا في أعضائي، اللهم أعظم لي نورا واجعل لي نورا، سبحان من لبس المجد وتكرم به سبحان من لا ينبغي التسبيح إلا له سبحان ذي الفضل والنعم سبحان ذي المجد والكرم سبحان ذي الجلال والاكرام اه‍ من الجامع الكبير للحافظ السيوطي.
[رأس] تقدم الكلام عليه في علم التشريح والكلام هنا في أمراضه وهى عديدة وهى إما باطنة أو ظاهرة وكل إما خاص بعضو مخصوص أو عام يخالفه ولكل في بابه تفصيل مميزله عن بقية أخواته كالصداع والشقيقة والسدر والدوار والبيضة والخودة وغيرها مما خص أو عم. واعلم أن الأمراض كلها من الاخلاط الأربعة وإنما يقع تزايدها بالأسباب وقد عرفتها وكذا العلامات فاذن أسباب كل مرض وعلاماته إما أن تكون مستندة إلى المادة وهى علامات الاخلاط أو إلى الزمان وهى البحران وقد يخص كل مرض بعلامة وسبب وعلاج وكل مذكور في مواضعه وتقدم تقرير ذلك فلا حاجة لإعادته. إذا علمت ذلك فنلذكر ما سهل علاجه أو تعذر وترك علاجه وتقدم الكلام على جله في حرف الجيم وكان حقه أن يذكر في حرف الميم أعنى ما أذكره هنا لكن لما كان الامر كما ذكر خص بهذا الحرف لكثره تعدد أنواعه فنقول [ما ليخوليا] اسم جنس تحته أنواع كثيرة تختلف يسيرا بحسب علامات حاضرة ويجمع الكل فساد الدماغ والعقل بسبب فرط اليابسين غالبا، وتفصيل ذلك أنه إن تشوش الفكر وساء الخلق وفسدت الظنون وكثرت التخيلات فهو الماليخوليا مطلقا وتكون عن امتلاء البدن كله بالمرار فإن كان الزائد الدم مال اللون إلى الحمرة وتختلف ألوانها وإن كان البدن صحيحا عبلا ولم تزد العلة بجوع ولا شبع وغارت العين واختلط العقل فالعلة من الدماغ أصالة وإن اشتدت وقت الجوع والاخذ في الهضم وأكل المبخرات فمن شركة المعدة ويعرف هذا النوع بالمراقى وعلامته استيلاؤه مطلقا وحب الخلوة وقلة الكلام وتخيل الشخص أنه زجاجة تنكسر وثبوت مالم يكن في الذهن كتخيله من يريد قتله، وإن كثر اختلاف مشيه وتقليب وجهه ونفوره من الناس والأمكنة فهو [القطرب] وغالبه من السوداء أو اختلط غضبه باللعب وضحكه بالبكاء وطال سكوته فهو الماثريا ويقال ما تويا معناه داء الكلب ويقال له الداء السبعي لشبه أفعاله بأفعال الكلاب والسباع وهذا المرض إن كان السكون فيه والنحافة والكمودة فعن احتراق السوداء نفسها وإلا فعن الصفراء قال جالينوس ولا بد في مادة الماثريا من العطش وإن تغير العقل واختلفت الافعال مع وجود السرسام فهذا النوع هو الصبار كذا قالوه.
ومنه الرعونة والحمق وعلامتها التكدر والصفاء بلا موجب واختلاط الافعال المتضادة من الرعونة والخوف والصبوة وهو أن يميل إلى أوصاف الشيوخ والصبيان وصدورها من الشبان أدل على استحكام العلة. وأما الهذيان والجنون فغاية المذكورات وأسباب كل فساد الخلط من داخل إلى خارج وبعد العهد بالاستفراع ومنه عدم الجماع والتفكر ومعاشرة الصبيان والنساء وعلامات الكل معلومة (العلاج) يبادر إلى الفصد أولافى الصافن وثانيا في الأكحل ويقتصر في الغذاء على الدجاج
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197