تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٢ - الصفحة ٩٦
ما يشابه الجبس إن كان الأصل بلغما والرماد إن كان سوداء والآجر المسحوق إن كان دما محترقا والزنجار إن كان صفراء ومدة إن كان قريبا من الطبيعي وقد يشبه الشعر والخيوط إلى غير ذلك وسبب الكل خلط الأغذية والشرب قبل الهضم وقلة الرياضة ولزوم الدعة (وعلامتها) ظهور النتوء تحت الجلد مع سلامته واستدارة الشكل غالبا وارتخاؤها وقلة الوجع إلا إن احتوت على مادة لذاعة حارة والكائن منها في العين يكون إلى استطالة ما عقب الارماد الطويلة لعجزها عن دفع الفضلات بالحركة وعن تصريف الغذاء وتحدث غالبا في الملتحمة وربما وقعت في القرنية بعد قروحها أو قروح العنبية الغائرة والكائن منها في المعدة يمنع الشهوة والهضم ويثقل وربما لزمه حمى دائمة ولا خطر في فجرها وأما الكائن بعد ذات الجنب وقروح القصبة فقد يعظم مصحوبا بأعراض مهولة ثم ينفجر حتى يظهر ما سال منه مع البراز ويخف البدن وتسكن الاعراض ويكون الموت بعد الرابع لا محالة (العلاج) استفراغ ما علمت غلبته من الخلط وتحقق كون المادة منه بالمناسب له والمركب بحسبه فإذا وثقت بالنقاء أنضجت المادة بالنطول أولا بنحو طبيخ البابونج والحلبة والإكليل والخطمى وإتباعه بالادهان المرخية كالزبد ودهن البنفسج والشمع ثم وضع كل بزر ذي لعاب كالقطونا والكتان مع الزيت فإن لم تنفجر فأصل النرجس بالسمن أو دهن السوسن والخردل فان استعصت فبالحديد ولا ينبغي المبادرة إليه ثم تنظف إن أمكنت القوة من ذلك في دفعة وإلا دفعات متعددة لان المادة لا تخرج إلا بشئ من الأرواح فإذا نظفت غسلت بماء العسل وحسيت بالمراهم الجاذبة والقطن العتيق ولمرهم الداخلون فيها شأن عظيم والمعظم على وضعه قبل الفجر. ومن الدبيلة ما تسمى منكوسة وهى التي إلى الباطن أقرب وهذه إن انفجرت إلى الداخل قتلت وربما عولجت بما ذكرنا وانفتحت وكان مآلها إلى الموت أيضا مالم تكن في عضو غير مجوف لغلبة السلامة حينئذ، ومن المجرب حسيها بالصبر والمرتك والسمن ويجب معها المبالغة في الحمية عن الذفر وكل بارد كالبطيخ وبعد فتحها عن الأمراق خصوصا الدسمة لتوليدها المادة، ثم إن دلت المادة على وجود البلغم كخروجها بيضاء إلى الغلظ والشفافية تعاهد استعمال الغاريقون مع شحم الحنظل ودهن اللوز والعسل أو على السوداء ككمودها وغلظها وغرابة الأجسام الخارجة لازم الحجر الأرمني بمعجون الاسطو خودس فان له سرا غريبا أو على الصفراء كصفرتها رقيقة حادة تعاطى الصبر والإهليلج محببين بماء البنفسج أو الوارد أو الدم فصد في الجانب المحاذى لها لا المقابل خلافا لواهمي ذلك حذرا من انجذاب المادة المسمومة إلى البدن وإن كانت في العين وبعدت عن السواد لوزمت بعد التنقية بتقطير ماء الورد وقد بلت فيه الحنطة أياما ولعاب السفرجل بدهن اللوز وإن دنت منه فبلبن النساء أو الحمارة مع بعض الصموغ وعصارة قصب السكر فان انحلت إلى بياض عولجت بعلاجه، ومما يفجر الدبيلات أن تطبخ الرتيلات بدقيق الشعير حتى تتهرى وتوضع وكذا زبل الحمام وبعر الماعز بالعسل وفى الخواص إذا طارت قطعة من قطاع الحجر فأخذت قبل وقوعها على الأرض فإنها تنفع من الدبيلة تعليقا في العنق [ديدان] حيوان يتولد في الجوف عن مادة بلغمية فاعلها الحرارة الغريبة وصورته مختلفة وغايته الاضرار بالبدن والعلة في تكونه أنه قد جرت عادة الحكيم تقدس اسمه بجعل الحياة والصحة تبعا للحركة وأن الوقوف ودوام السكون سبب للتعطيل والفساد كما ستعرف في الفلك فلما صح أن الانسان قد طوى العالم الأكبر واتفقا نسبة كانت حركاته طبيعية تبعا للحركات العلوية فمن ذلك الغذاء فإنه إذا ورد على البدن تحرك بالجذب والفساد وخلع صورته ولبس غيرها وتشكل بعضو إلى حركات مختلفة ولابد في كل رتبة من تصفية وأولها تصفيته من الثقل الذاهب من البواب كما سيأتي
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع في تفصيل أحوال الأمراض الخ 2
2 حرف الألف 8
3 فصل في حال الدليل 24
4 فصل في أحكام القرآن 31
5 فصل في ذكر ما يومى اليه الكسوف والخسوف من الدلالة الخ 32
6 فصل في تقرير المبادي ووجه التعلق باستخراج الضمائر وارتباط العوالم الخ 33
7 فصل في خصوصيات الأدلة باعتبار الكواكب 35
8 فصل في أحوال الضمير والخلاف فيه 35
9 حرف الباء 38
10 الفصل الأول في صفة البيطار 51
11 الفصل الثاني في آلاته 51
12 الفصل الثالث في موضوع هذه الصناعة ومباديها وما يجب أن يعرفه الخ 52
13 الفصل الرابع فيما يختار منها وذكر عمرها وما يستدل به على سنها وغير ذلك 52
14 فصل ولما كان التشريح من أهم ما يجب أن يعرفه الطبيب قبل طب الإنسان الخ 3 5 فصل في الأخلاق السيئة في الحيوان الخ 54
15 فصل في ذكر أشياء تجري مجرى الفراسة من الإنسان الخ 55
16 فصل وإذ قد فرقنا من جزء العلم في هذه الصناعة فلنقل في عملها ما فيه كفاية الخ 56
17 فصل في علاج سمومها وذكر ما زاد على الإنسان 60
18 فصل في المختار من أدوية العين الخ 60
19 خاتمة تشتمل على ذكر ما يجري هنا مجرى الجزئيات من طب الإنسان 60
20 حرف الجيم 70
21 فصل ينبغي لمن أراد التلذذ به الميل بأغذيته إلى الحار الرطب الخ 72
22 (جغرافيا) 87
23 حرف الدال 91
24 حرف الهاء 101
25 هندسة 104
26 فصل في السطوح 106
27 فصل في الأشكال 106
28 فصل قد تقرر في قاطيغوريا أن السطح الخ 106
29 حرف الواو 110
30 حرف الزاي 114
31 حرف الحاء 121
32 فصل في ذكر الأدوية الموجبة للحبل 145
33 حرف الطاء 150
34 (طلسمات) 154
35 فصل في تشعبات أهل هذه الصناعة 156
36 فصل في الشروط الخاصة ملتقطة من كلام الرازي 157
37 فصل فيما يخص كل كوكب وبرج الخ 157
38 فصل في الأعمال وتدريجها إلى الكمال 160