تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٢ - الصفحة ٥٣
يمشى قلعا وارتفاعا كأن فيه عرجا والرموح وهو كثير الضرب بيده، قالوا ومن الصفات المختارة السبوح وهو الذي لا يضرب الأرض بقوة ولا يحرك الراكب مع سرعة السير، وأما وقت التقفيز فينبغي أن يكون في الربيع كذا في زردقة العراق والكامل وقال ابن وحشية متى استأتت الفرس قفزت انتهى، الاستئتاء هنا الميل إلى الفحل يقال للفرس مسأتية والحمارة طالبة والناقة شافر والعنز نابه والصحيح أن مدار التقفيز على زمن يقع فيه الولادة وقد ذهب البرد فان المولود في الشتاء لم ينتج فعلى هذا يكون أعدل زمان التقفيز لمن حملها سنة كالخيل بمصر مثلا أول فبراير أعنى أشباط المعروف عندهم بأمشير حتى تلد على رأسه ويأكل السبل بعد أربعين يوما فقد قال سيار في الزردقة أصح الخيل ما أكل فلوه السبل وبالشام نيسان أو بعض أدار والروم حزيران وهكذا إلا ما كان له أجل لا يضرب إلا فيه غالبا كالمعز فإنها لا تضرب إلا في أكتوبر أعنى تشرين وهو بابه وتلد وقد تمكن الربيع أو اضمحل الشتاء فان أجلها خمسة أشهر ولا تعدو ذات حافر وخف سنة ولا ظلف غير الضأن والمعز تسعة أشهر وما عدا ذلك كالسنانير والكلاب والأرانب سبعين يوما فإذا قفزت فينبغي أن يغسل الفرج بماء بارد خفيفا وتمشى كذلك وتلزم الراحة ولا تعلف رطبا إلى شهر فان سال من فرجها كالمنى وانكمش ونفرت من الذكر فقد علقت وإلا شيل عليها بعد عشرين يوما فان نفضت مرارا وظهرت علامة الرطوبة بالسيلان ونحوه أرغى الصابون على اليد وأدخلت في الفرج وأخرجت الام بلطف وغسلت وأعيدت فإنها تحمل أو علامة اليبس سقيت من الراوند التركي مع دبس العنب وحملت صوفة من نشارة العاج ولبنها فإنها تحمل مجرب وهذا العلاج عام غير المعز خلافا لمن خصه بالخيل للتمثيل بها كثيرا وذلك للشرف لا للاختصاص فتنبه له ومتى درت الحلمة اليمنى أولا فالحمل ذكر، وسيار يقول إن اللبن إن حلب على الظفر وسال فالحمل ذكر وجميع الدواب، ينبغي أن ترضع أولادها سنة إلا الضأن والمعز فثلاثة أشهر وإلا الخيل فسبعة أيام إلا في التتر فكما مر لادرار الخيل عندهم وكثرة ألبانها ومتى فطم الفلو فليطعم ما تيسر إلا الخيل فتسقى الألبان شهرا بحتة ثم شهرين مضافة بدقيق الشعير ثم من شاء فليزد فإنه أبلغ في نتاجها وقوتها وينبغي اختيار الأب والام ليكون الناتج عتيقا فإن لم يكن فالأب ويسمى الفلو حينئذ هجينا ويليه كريم الام حسبا وهو المقرف أي الذي لا تنبغى قرفته وأردأ الكل البرذون وهو الخسيس من الطرفين وأشهر ما عرف من أنساب الخيل كحيلات بنى مدلج ثم النجاديات (وأما) نبات أسنانها وتبديلها فللثواني من خمسة إلى سبعة وللثوالث إلى تسعة بعدها وهذه هي القوارح وحد الأضراس إلى عشرة فإذا تم الحول أخذت في التثبيث ويستدل على عمرها بالأسنان فالملس الصغار البيض لبنية وغيرها مبدول فإذا بقى معها شئ من الثوالث قيل قارح سن مثلا حتى لم يبق شئ فقد جذعت وأقل ما تكون حينئذ طاعنة في الخامسة فان قصت معرفتها سمى قص الرغل هذا هو الأصح من خلاف كثير وأما الأضراس فلا تسقط إلا لعلة وأصح الخيل مالم تجاوز ثمانيا من السنين فقد قيل إن هذه يعقبه الانحطاط كالأربعين للانسان وقيل كالآدميين وقيل لم تجاوز الثلاثين وهى ذات نفع وقيل ما دام أسفل اللثة أسود فهي نافعة.
(فصل) ولما كان التشريح من أهم ما يجب أن يعرفه الطبيب قبل طب الانسان لما ستعرفه فيه كذلك البيطار هنا وقد كان الأليق أن نؤخره إلى بابه مع إنسان لكن لما كانت هذه الصناعة مما كاد أن ينسى
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع في تفصيل أحوال الأمراض الخ 2
2 حرف الألف 8
3 فصل في حال الدليل 24
4 فصل في أحكام القرآن 31
5 فصل في ذكر ما يومى اليه الكسوف والخسوف من الدلالة الخ 32
6 فصل في تقرير المبادي ووجه التعلق باستخراج الضمائر وارتباط العوالم الخ 33
7 فصل في خصوصيات الأدلة باعتبار الكواكب 35
8 فصل في أحوال الضمير والخلاف فيه 35
9 حرف الباء 38
10 الفصل الأول في صفة البيطار 51
11 الفصل الثاني في آلاته 51
12 الفصل الثالث في موضوع هذه الصناعة ومباديها وما يجب أن يعرفه الخ 52
13 الفصل الرابع فيما يختار منها وذكر عمرها وما يستدل به على سنها وغير ذلك 52
14 فصل ولما كان التشريح من أهم ما يجب أن يعرفه الطبيب قبل طب الإنسان الخ 3 5 فصل في الأخلاق السيئة في الحيوان الخ 54
15 فصل في ذكر أشياء تجري مجرى الفراسة من الإنسان الخ 55
16 فصل وإذ قد فرقنا من جزء العلم في هذه الصناعة فلنقل في عملها ما فيه كفاية الخ 56
17 فصل في علاج سمومها وذكر ما زاد على الإنسان 60
18 فصل في المختار من أدوية العين الخ 60
19 خاتمة تشتمل على ذكر ما يجري هنا مجرى الجزئيات من طب الإنسان 60
20 حرف الجيم 70
21 فصل ينبغي لمن أراد التلذذ به الميل بأغذيته إلى الحار الرطب الخ 72
22 (جغرافيا) 87
23 حرف الدال 91
24 حرف الهاء 101
25 هندسة 104
26 فصل في السطوح 106
27 فصل في الأشكال 106
28 فصل قد تقرر في قاطيغوريا أن السطح الخ 106
29 حرف الواو 110
30 حرف الزاي 114
31 حرف الحاء 121
32 فصل في ذكر الأدوية الموجبة للحبل 145
33 حرف الطاء 150
34 (طلسمات) 154
35 فصل في تشعبات أهل هذه الصناعة 156
36 فصل في الشروط الخاصة ملتقطة من كلام الرازي 157
37 فصل فيما يخص كل كوكب وبرج الخ 157
38 فصل في الأعمال وتدريجها إلى الكمال 160