تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٢ - الصفحة ٣٩
المعربات من محببات اليونان (ومن الخواص في الحار) أكل البطيخ والمشمش والخوخ وفى البارد الاطريفال ومربى الزنجبيل ولمطلق البخر ورق الآس وجوز السرو والصندل والعود والافسنتين معجونة بالزبيب والعسل وقد يضاف السذاب والنعنع أو النمام ويقال إن القرصعنة إذا تمودي على أكله قطعه وكذا إمساك الذهب الجديد في الفم وأما الكائن عن تأكل الأسنان فعلاجه قلعها وما حدث عن قروح القصبة آخر السل فلا علاج له (برص) عبارة عن تغير اللون إلى بياض أو سواد غير طبيعيين وفاعله برد يبطل القوى ومادته كل غذاء بارد كاللبن والسمك أو غليظ مطلقا كالباذنجان ولحم البقر وصورته البياض أو السواد وغايته مخالفة العضو أو البدن أمثاله لونا ولمسا (وسببه) استيلاء القاسر على غريزية القوى الغذائية كسيل مطلق الطبيعية فتبطل أفعالها التي بصحتها يكون البدن صحيحا ويصير كالأرض السبخة في إحالة الماء الحلو ملحا بحيث لو أخذ مثل اللحم والزنجبيل المربى تحول خلطا باردا ثم البطلان والتغير إن تعلقا بمطلق القوى عمت العلة المذكورة البدن أو بعضو خصته. وقد اختلفوا في الأشد نكاية منهما، فذهب المعلم وأبقراط من القدماء والرازي وبختيشوع والمالقي من المتأخرين إلى أن العام أخف نكاية منها، وذهب الشيخ وغالب الأطباء إلى الثاني محتجين بأن تعلق الآفة بعضو واحد أخف والأوجه الأول لان الدواء لا يمكن تسليطه على العضو المعلول وحده فلو انتقى البدن وصلحت أخلاطه خلا العضو والمعلول وأردنا شفاءه بالأدوية أخرجت الضرورة الخلط الصحيح فيضعف البدن لا محالة ويفضى تكرار التداوي إلى الهلكة وهذا احتجاج من ذهب إلى أن هذه العلة لا يمكن برؤها على أن الأوجه عندي قول ثالث لم يذكره أحد وهو أن العلة إن تعلقت بعضو قريب من مجارى الغذاء كالبطن كان الأخص أسهل علاجا أو بعيدا كالرجل فالعكس ثم كل منهما إن لم يستحكم أمكن برؤه وإلا تعسر عند الحذاق أو تعذر عند الأكثر وعلامة المستحكم اتصال البياض أو السواد من سطح الجلد وشعره إلى العظام وعدم الاحمرار بالدلك لدلالته على عدم الدم وإذا رفع الجلد عن اللحم وغرز بنحو الإبر فخرجت رطوبات بيض فقد استحكم كذا قرروه وعندي أن هذه لا عبرة بها في الاستحكام وعدمه لجواز كون الدم في اللحم الذي تحت الجلد فلا يكون مستحكما لما قدمنا بل الصواب تعميق الجرح ليتحقق الاستحكام وعدمه. ومن علامات المستحكم ترهل الجلد وملاسته ومناسبته اللحوم الصدفية في اللزوجية ونحوها والرقة في الأبيض والانخفاض عكس الأسود (العلاج) من المعلوم أن مادة الأبيض البلغم والأسود السوداء ولا ثالث لهما فتجب المبادرة إلى تحليل المادة أولا إن كانت صلبة أو كان الزمان شتائيا بالمنضجات المقطعة المحللة ثم إخراجها بالمسهلات والاعتناء بزيادة الجاذب في علاج الأبيض في نحو الصقالبة والأسود في الزنج لعسره حينئذ بل وقع القطع من قوم مشهورين بعدم البرء فيما ذكر ولا أسهل منه في نحو الهند ومصر خصوصا الأسود ثم التكميد بالمسخنات المحللة ولو بالخرق من الصوف والشعر في الأبيض وغيرهما في الأسود والأطلية آخرا والادهان مطلقا كاصلاح الأغذية (صفة منضج) يستعمل في مبادى علاج الأبيض. وصنعته: زبيب خمسون درهما أنيسون ثلاثون شونيز عشرون بابونج بزر كرفس سنى صعتر من كل عشرة ورد أحمر قسط شيطرج سذاب من كل سنة ترض وتطبخ بستمائة من ماء القراح حتى يبقى الثلث فيصفى ويحلى بالعسل ويستعمل كل يوم منه خمسة وعشرون درهما ثم في الأسبوع الثاني يستعمل كل يوم مثقال من لو غاذيا متبوعا بالمنضج المذكور وفى الأسبوع الثالث تبدل بالمثرود يطوس فان ظهرت أمارات النقاء وإلا استعمل هذا الحب وهو من مجرباتنا يستعمل
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع في تفصيل أحوال الأمراض الخ 2
2 حرف الألف 8
3 فصل في حال الدليل 24
4 فصل في أحكام القرآن 31
5 فصل في ذكر ما يومى اليه الكسوف والخسوف من الدلالة الخ 32
6 فصل في تقرير المبادي ووجه التعلق باستخراج الضمائر وارتباط العوالم الخ 33
7 فصل في خصوصيات الأدلة باعتبار الكواكب 35
8 فصل في أحوال الضمير والخلاف فيه 35
9 حرف الباء 38
10 الفصل الأول في صفة البيطار 51
11 الفصل الثاني في آلاته 51
12 الفصل الثالث في موضوع هذه الصناعة ومباديها وما يجب أن يعرفه الخ 52
13 الفصل الرابع فيما يختار منها وذكر عمرها وما يستدل به على سنها وغير ذلك 52
14 فصل ولما كان التشريح من أهم ما يجب أن يعرفه الطبيب قبل طب الإنسان الخ 3 5 فصل في الأخلاق السيئة في الحيوان الخ 54
15 فصل في ذكر أشياء تجري مجرى الفراسة من الإنسان الخ 55
16 فصل وإذ قد فرقنا من جزء العلم في هذه الصناعة فلنقل في عملها ما فيه كفاية الخ 56
17 فصل في علاج سمومها وذكر ما زاد على الإنسان 60
18 فصل في المختار من أدوية العين الخ 60
19 خاتمة تشتمل على ذكر ما يجري هنا مجرى الجزئيات من طب الإنسان 60
20 حرف الجيم 70
21 فصل ينبغي لمن أراد التلذذ به الميل بأغذيته إلى الحار الرطب الخ 72
22 (جغرافيا) 87
23 حرف الدال 91
24 حرف الهاء 101
25 هندسة 104
26 فصل في السطوح 106
27 فصل في الأشكال 106
28 فصل قد تقرر في قاطيغوريا أن السطح الخ 106
29 حرف الواو 110
30 حرف الزاي 114
31 حرف الحاء 121
32 فصل في ذكر الأدوية الموجبة للحبل 145
33 حرف الطاء 150
34 (طلسمات) 154
35 فصل في تشعبات أهل هذه الصناعة 156
36 فصل في الشروط الخاصة ملتقطة من كلام الرازي 157
37 فصل فيما يخص كل كوكب وبرج الخ 157
38 فصل في الأعمال وتدريجها إلى الكمال 160