شرح العينية الحميرية - الفاضل الهندي - الصفحة ١٢١
عليهم أعمار الخلائق لأنهم أسباب لأعمارهم إما لحياتهم الدنيوية والأخروية، أو لأديانهم، إذ لولاهم لخربت الدنيا، ولولاهم لم يكن دين.
وأيضا فإنها صلوات عليها أم السبطين اللذين هما قرطا عرش الرحمن وشنفاه على ما نطقت به الأخبار، فقد روى ابن لهيعة عن أبي عوانة (1) رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: إن الحسن والحسين شنفا (2) العرش، وإن الجنة قالت: يا رب أسكنتني الضعفاء والمساكين، قال لها الله تعالى: ألا ترضين أني زينت أركانك بالحسن والحسين; قال: فماست (3) كما تميس العروس فرحا. (4) وروي أيضا عن سليمان الأنصاري (5) قال: كنا جلوسا في مسجد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إذ أقبل علي (عليه السلام) فتحفى (6) له النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وضمه إلى صدره وقبل ما بين عينيه، وكان

١ - من الإرشاد، وفي الأصل «غسانه»، وفي تاريخ بغداد وكنز العمال: «عشانة».
٢ - «الشنف»: قرط يلبس في أعلى الأذن. انظر (الصحاح: «شنف)». والقرط: الذي يعلق في شحمة الأذن، والجمع قرطة وقراط (الصحاح «قرط)».
٣ - ماس يميس ميسا، إذا تبختر في مشيه. قاله الجزري.
٤ - المفيد: الإرشاد: ٢ / ١٢٧ باب طرف من فضائل الحسين (عليه السلام)...، عنه البحار ٤٣ / ٢٧٥ ح ٤٤.
وروى مثله في كتاب الآل (لابن خالويه اللغوي) مرفوعا إلى عقبة بن عامر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: قالت الجنة: يا رب أليس قد وعدتني أن تسكنني ركنا من أركانك؟ قال: فأوحى إليها أما ترضين أني زينتك بالحسن والحسين، فأقبلت تميس كما تميس العروس. نقلا عن البحار: ٤٣ / ٣٠٤.
٥ - سليمان بن عمرو بن حديدة الأنصاري الخزرجي. قتل هو ومولاه عنترة يوم أحد شهيدين. والأكثر يقولون هذا سليم الخزرجي، وكذلك قال ابن هشام (الاستيعاب: ٢ / ٦٥١ رقم ١٠٥٧).
و قد قال ابن هشام في ذكر من استشهد بأحد: ومن بني سواد بن غنم: سليم بن عمرو بن حديدة; ومولاه عنترة...
(السيرة النبوية: ٣ / 133).
6 - هذه دلالة على منزلة الإمام (عليه السلام) الرفيعة أظهرها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بهذا الشكل من الإكرام والتعظيم له.
وما نشاهده اليوم من الإعظام والتبجيل إنما تغلب عليه روح المصلحة والمنافع الخاصة، وأين هي من السيرة النبوية وسيرة الأئمة الأطهار (عليهم السلام).
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 مقدمة المؤلف 53
3 فصل في معنى العينية 59
4 فصل في ذكر شطر من أحوال الناظم 61
5 فصل في ذكر ما يتعلق بالقصيدة 81
6 المختار من القصيدة 87
7 شرح البيت الأول 87
8 شرح البيت الثاني 131
9 شرح البيتين الثالث والرابع 157
10 شرح البيت الخامس إلى السابع 177
11 شرح البيت الثامن 210
12 شرح البيت التاسع 219
13 شرح البيت العاشر 236
14 شرح البيتين الحادي عشر والثاني عشر 255
15 شرح البيت الثالث عشر 284
16 شرح الأبيات الرابع عشر إلى العشرين 301
17 تفصيل تنصيب الإمام علي وحادثة الغدير 344
18 شرح البيت الحادي والعشرين 400
19 شرح البيت الثاني والعشرين 405
20 شرح الأبيات الثالث والعشرين إلى السادس والعشرين 410
21 شرح البيت السابع والعشرين 425
22 شرح الأبيات الثامن والعشرين إلى السابع والثلاثين 434
23 شرح الأبيات الثامن والثلاثين إلى الأربعين 477
24 شرح البيت الحادي والأربعين 485
25 شرح الأبيات الثاني والأربعين إلى الثامن والأربعين 491
26 شرح البيت التاسع والأربعين 534
27 شرح البيت الخمسين 541
28 شرح البيت الحادي والخمسين 549
29 شرح البيت الثاني والخمسين 554
30 شرح البيت الثالث والخمسين 567
31 شرح البيت الرابع والخمسين 573
32 فهرس المصادر 579