خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٤
الخمر كائنه في أدكن بالدال المهملة وهو الزق.
قال الجوهري: الدكنة: لون يضرب إلى السواد. وقد دكن الثوب من باب فرح والشيء أدكن.
وأنشد البيت وقال: يعني زقا قد صلح وجاد في لونه ورائحته لعتقه.
والزق كما قال صاحب المصباح: هو بالكسر: الظرف وبعضهم يقول: ظرف زفت أو قير.
وعاتق بمعنى عتيق صفة أدكن.
قال الدينوري: في كتاب النبات عند إنشاده هذا البيت: ذهب بعضهم إلى أن العاتق الخمر التي لم تفض في بعد. ذهب إلى معنى الجارية العاتق وهي البكر وليس كذلك بل هو من عتق القدم يقال في كل ما تقادم: عتق يعتق ويعتق أي من باب ضرب ونصر فهو عاتق.
والأدكن: الزق. وقد أخطأ العيني هنا في قوله: وإنما منع أدكن الجر لامتناعه من الصرف) للعلمية ووزن الفعل.
وقوله أو جونة بالجر عطف على أدكن وهي بفتح الجيم. قال أبو حنيفة: هي الخابية والباطية المقيرة.
وكذا قال الجوهري: الجونة: الخابية مطلية بالقار. وقدحت بالبناء للمفعول الجملة صفة لجونة.
وقدحت: غرفت. والمقدحة: المغرفة.
قال أبو حنيفة: إذا استخمرت الخمر فضوا عنها ختامها ثم استخرجوها من أعلى الوعاء اغترافا وهو القدح وقد قدحت فهي مقدوحة. انتهى.
وقيل: معنى قدحت مزجت وقيل معناه بزلت يقال: بزلت الشيء بزلا إذا ثقبته واستخرجت ما فيه والمبزل: المثقب. وفض بضم الفاء أي: كسر. وختامها: طينها. والضمير للجونة.
قال أبو حنيفة: الفتق والفك والفض شيء واحد. وقد فتق دنه وفضه فاقتدح ما فيه. في المصباح: فضضت الختم فضا من باب قتل: كسرته. وفضضت البكارة: أزلتها على التشبيه بالختم.
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»