خزانة الأدب - البغدادي - ج ١٠ - الصفحة ٥١١
فلو أن واش باليمامة داره على أنه حذف النصب من واش لضرورة الشعر وكان القياس أن يقول: فلو أن واشيا لأن إعراب نحو القاضي يقدر في الرفع والجر لثقل الضمة والكسرة على الياء وتلفظ به في النصب لخفة الفتحة. وإسكان الياء ضرورة.
قيل إنه من أحسن الضرورات وقد حذفت هنا لالتقائها ساكنة مع سكون نون التنوين.
وروي فلو كان واش فهو على القياس.
والمصراع من قصيدة لمجنون بني عامر وهذه أبيات منها:
* خليلي لا والله لا أملك الذي * قضى الله في ليلى ولا ما قضى ليا * * قضاها لغيري وابتلاني بحبها * فهلا بشيء غير ليلى ابتلائيا * * فلو كان واش باليمامة داره * وداري بأعلى حضرموت اهتدى ليا * * وماذا لهم لا أحسن الله حفظهم * من الحظ في تصريم ليلى حباليا * وهذه أشهر قصائده وهي طويلة جدا.
وقوله: قضاها لغيري البيت روى صاحب الأغاني بسنده أن المجنون لما قاله نودي في الليل: أأنت المتسخط لقضاء الله وقدره والمعترض في أحكامه واختلس عقله وتوحش منذ تلك والواشي: الذي يزوق الكلام ليفسد بين شخصين وأصله من وشى الثوب يشيه وشيا إذا نقشه وحسنه.
واليمامة: اسم بلد وكان اسمها في الجاهلية الجو بفتح الجيم وتشديد الواو. واليمامة: اسم جارية زرقاء كانت تبصر الراكب من مسيرة ثلاثة أيام سمي البلد باسمها لكثرة ما كان يضاف إليها فيقال: جو اليمامة. وحضرموت بفتح
(٥١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 502 503 504 505 506 507 508 509 510 511 512 » »»