خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ٤٨٩
وفسره ابن حبيب في شرح المناقضات وابن قتيبة في أبيات المعاني وقالا: يعني عقدة الثلاثين وهو هيئة تناول القملة بإصبعين: الإبهام والسبابة. ورواه الصاغاني في العباب في مادة وهز عن شمر كذا:
* يهز الهرانع لا يزال ويفتلي * بأذل حيث يكون من يتذلل * ففاعل يهز على هذا ضمير أبوك. واعلم أن العقود والعقد نوع من الحساب يكون بأصابع اليدين يقال له: حساب اليد. وقد ورد منه في الحديث: وعقد عقد تسعين. وقد ألفوا فيه كتبا وأراجيز منها أرجوزة أبي الحسن علي الشهير بابن المغربي. وقد شرحها عبد القادر بن علي بن شعبان العوفي ومنها في عقد الثلاثين الرجز:
* واضممهما عند الثلاثين ترى * كقابض الإبرة من فوق الثرى *) قال شارحها: أشار إلى أن الثلاثين تحصل بوضع إبهامك إلى طرف السبابة أي: جمع طرفيهما كقابض الإبرة. وعند الخصي ظرف لقوله يهز. وقوله: بأذل الباء بمعنى في متعلقة بمحذوف على أنه حال من ضمير عقده. يقول: نحن لعزنا وكثرتنا نحارب كل قبيلة ونقطع رؤوسها وأبوك لذله وعجزه يقتل قمله خلف أتانه فهو يتناول قملة بإصبعه من بين أفخاذه حالة كونه جالسا في أحقر موضع يجلس فيه الذليل وهو خلف الأتان. فنحن نقتل الأبطال وأبوك يقتل القمل والصئبان فشتان ما بيني وبينك. وهذه القصيدة مطلعها: ويأتي شرحه أن شاء الله في الصفة المشبهة.
(٤٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 484 485 486 487 488 489 490 491 492 493 494 ... » »»