خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ٥
أبي طالب فقال: قصوا علي خبركم.
قالوا: صدنا أسدا في زبية فاجتمعنا عليه فتدافع الناس عليها فرموا برجل فيها فتعلق الرجل بآخر وتعلق الآخر برجل آخر فهوى فيها ثلاثتهم. فقضى فيها: أن للأول ربع الدية وللثاني النصف وللثالث الدية كلها. وروى البيت الأول ابن ولاد في المقصور والممدود: فظلت في الأمر الذي قد كيدا يقول: ظللت في شر من الذي كدت في حقه كالذي عمل حفرة ليصطاد فيها فاصطيد وأخد.
وفي هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: من حفر بئرا لأخيه يوشك أن يقع فيها. وروى ولا تكونن من اللذ كيدا وهو ماض مجهول من الكيد. وتزبى: معناه حفر زبية بضم الزاي المعجمة وسكون الموحدة وجمعها زبى. وأما الربا بضم الراء المهملة فجمع ربوة مثلثة الراء وهي ما ارتفع من الأرض.
وهذا من رجز أورده السكري في أشعار الهذليين لرجل من هذيل وهو:
* أريت إن جاءت به أملودا * مرجلا ويلبس البرودا * أي: إن جاءت به ملكا أملودا أملس. ولا ترى مالا له معدودا أي: لا يعد ماله من وجوده.
* أقائلون أعجلي الشهودا * فظلت في شر من اللذ كيدا *
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»