خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٢٠
الظلام لا يكاد يرى شيئا وإذا لطئ بالأرض فربما رأى شيئا.
والكسور: جمع كسر بكسر الكاف وهو أسفل شقة البيت التي تلي الأرض من حيث يكسر جانباه من يمينك ويسارك. وفي جميع نسخ الشرح ستورها بدل كسورها والظاهر أنه تحريف من الكتاب.
والبيوت: جمع بيت قال ابن الأنباري في شرح المفضليات: البيت عند العرب هو ما يكون من صوف أو شعر والخيمة لا تكون إلا من شجر.
وضمير أعاليها وكسورها راجع للبيوت. شبه الليل بالبيوت الحصينة للتحصين بهول الظلام فإنه لا يقدر أحد أن يهجم على أحد.
وقوله: وليل يقول الناس الخ من التعليل سواء خبر مقدم وصحيحات مبتدأ مؤخر والجملة مقول القول أي: العيون الصحيحة والعيون العور سواء في عدم رؤية شيء لتكاثف الظلام.
وروي: بصيرات العيون والواو في وليل هي واو رب وجوابها: تجاوزته في بيت بعدهما وهو:
* تجاوزته في ليلة مدلهمة * ينادي صداها ناقتي يستجيرها * كأنه أراد بليلة قطعة منها. والمدلهمة: الشديدة السواد.
وروي: تجاوزته في همة مشمعلة أي: سريعة. والصدى من طيور الليل وهو ذكر البوم وإنما استجار بناقته لتفاقم هول الليل فأراد أن يصحبها ليأمن. والأصل يستجير بها فحذف ووصل.
قال الشريف صاحب الحماسة: من أحسن ما وصف به سواد الليل هذه الأبيات.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»