خزانة الأدب - البغدادي - ج ٢ - الصفحة ٣٨٩
أجهالا تقول بني لؤي وعلى قوله: فمتى تقول الدار تجمعنا وروى لنا أبو علي بيت الحطيئة:
* إذا قلت أني آيب أهل بلدة * حططت بها عنه الولية بالهجر * بفتح الهمزة من أني قال: ومعناها إذا قدرت وظننت أني آيب.
فإن قيل: فليس هنا استفهام فكيف جاز استعمال القول استعمال الظن قيل: لم يجز هذا للاستفهام وحده بل لأن الموضع من مواضع الظن. ولو كان للاستفهام مجرد من تقاضي الموضع له وتلقيه إياه فيه لجاز أيضا أأقول زيدا منطلقا وأيقول زيدا عمرا جالسا ولما لم يجز ذلك لأنه لا يكاد يستفهمه عن ظن غيره علمت به أن جوازه إنما هو لأن الموضع مقتض له. وإذا كان الأمر كذلك جاز أيضا: إذا قلت أني آيب بفتح همزة أني من حيث كان الموضع متقاضيا للظن. وهذه رواية غريبة لطيفة. ولو كسرت هنا همزة إن لكانت كالرفع في قولك: أتقول زيد منطلق إذا حكيت ولم تعمل.
(٣٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 ... » »»