خزانة الأدب - البغدادي - ج ١ - الصفحة ٦٥
لكان وجها قال ابن الحاجب في أماليه الضمير في ودقها وإبقالها راجع إلى غير المزنة والأرض المذكورتين ولا يستقيم أن يعود إليهما لئلا يصير مخبرا أنه ليس مزنة تدق مثل ودق نفسها وهو فاسد وإن لم تقدر محذوفا كان أفسد إذ يصير المعنى أنه ليس مزنة تدق ودق نفسها والأمر على خلافه إذ لا تدق مزنة إلا ودق نفسها فوجب أن يكون التقدير فلا مزنة ودقت ودقا مثل هذه المزنة المحذوفة وزعم الصاغاني في العباب أن الرواية ولا روض أبقل إباقلها وهذا لا يصادم نقل سيبويه لأنه ثقة والاعتماد عليه أكثر فقوله فلا مزنة الخ لا الأولى نافية للجنس على سبيل الظهور عاملة عمل ليس أو ملغاة والثانية نافية للجنس على سبيل التنصيص ومزنة اسم لا إن كانت عاملة عمل ليس أو مبتدأ إن كانت غير عاملة وصح الابتداء بالنكرة إما للعموم وإما للوصف وجملة ودقت محلها نصب خبر لا أو رفع خبر المبتدأ أو نعت ل مزنة والخبر محذوف أي موجودة أو معهودة وجملة أبقل خبر لا فقط ولا يجوز كونها صفة لاسم لا كما جوزه شراح الشواهد لأنه يجب حينئذ تنوين اسم لا لكونه مضارعا للمضاف والمزنة واحدة المزن السحابة البيضاء ويقال المطرة والمعنى هنا على الأول انتهى وكلاهما غير صحيح أما الأول فلأن السحابة البيضاء لا ودق لها وأما الثاني فيرده قوله تعالى * (أأنتم أنزلتموه من المزن) * والودق المطر قال المبرد في الكامل يقال ودقت السماء يا فتى تدق ودقا قال تعالى * (فترى الودق يخرج من خلاله) * وأنشد هذا البيت وأبقل قال الدينوري في كتاب النبات يقال بقل المكان يبقل بقولا إذا نبت بقله وأبقل يبقل إبقالا وهذا أكثر اللغتين وأعرفهما وأكثر العلماء يرد بقل المكان وقال بعض الرواة أبقلت الأرض وأبقلها الله وبقل وجه الغلام إذا خرج وجهه وقال بعض علماء العربية أبقل المكان ثم يقولون مكان بأقل
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»