تعطير الأنام في تعبير المنام - الشيخ عبد الغني النابلسي - ج ٢ - الصفحة ٢٣١
لقوله تعالى - وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم -، ومن رأى أن رأسه أو أنفه تكلم فان ما ينسب إلى ذلك العضو يفتقر أو تصيبه نائبة شديدة وإن كلمته شجرة أو كلمه شئ مما يوافق صاحب الرؤيا دل على نيله من ذلك أمرا يتعجب منه الناس وكلام الطفل كيفما قاله في المنام فهو حق وربما دل سماع كلام الطفل على الوقوع في المحذور وإن كان الرائي من أرباب الخير اطلع الناس منه على التفاتات غريبة أو يقف على أمر غريب أو يراه أو يسمع به في مصره وكلام الجماد صلح أو موعظة وكلام الحيوان ربما كان عذابا ونقمة وكلام الشجر علو شأن وكلام الأموات فتنة وكلام الجوارح نكد من الأهل واقتراف ذنب والكلام على ألسنة الشخوص في ترقيصهم دليل على إحضار الجان والكلام على ألسنتهم أو الفتنة والشرور والكلام من كل شئ إن وافق كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو المعقول كان مقبولا ومحلا للتأويل وكان خيرا في حق سامعه ويجب اتباعه وما كان مخالفا لكتاب الله أو سنة رسوله عليه السلام فهو محذور يجب اجتنابه وإذا كلمه شئ من أعضائه فهو نصح يجب قبوله من أهله وذويه أو شريكه أو أقربائه لأنهم الشهداء يوم القيامة عند الله تعالى على جحد فعله بهم وكلام الحيوان يدل على الاذعان والميل إلى صحبة الاخوان والانس بأهل الطاعة والانقطاع والاكتساب وكلام الجدار إنذار بالفراق والانس بالآثار لان المؤمن يأنس بها كمن يحدثها وتحدثه وكلام الشجر دليل على المشاجرة وربما دل ذلك على رفع قدر الرائي لان ذلك من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم أو على سلامة مذهبه وهدايته لخطاب الله تعالى لموسى عليه السلام من الشجرة وكلام العدو في المنام يدل على انقضاء مدة الهجر والسابق منهما بالكلام مسبوق أو يكون كما رأى ومن سمع في المنام هاتفا بأمر أو بنهي أو زجر وبشارة فهو كما هو بلا تأويل وكلام الله تعالى للعبد في منامه يوم القيامة خاصة يدل على رفع المنزلة والقرب من ولاة الأمور والأعمال الصالحة وحسن السيرة والسريرة وكلامه سبحانه في القيامة
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»
الفهرست