تعطير الأنام في تعبير المنام - الشيخ عبد الغني النابلسي - ج ١ - الصفحة ٢٨٨
وكثر ماله وربما دل ذلك على حفظ فرجه وربما دل ذلك على حسن حال من يتولى سقى أرضه أو عافية زوجته وإن كان الرائي مريضا أفاق من مرضه وزالت همومه وأنكاده لان انتشار الذكر إنما يكون عند فراغ الخاطر وطيب العيش وربما انتصر على أعدائه بجاهه ومنصبه ويدل الذكر لصاحب السلاح على سهمه ورمحه ولصاحب الزراعة على محراثه ومنجله وللنجار على مثقبه وللحداد على منفخه وللكاتب على قلمه الذي يجعله في دواته ولصاحب المركب على صاريه وعلى مشراط الحجام وسكين الذباح والعين الباكية وذي العين الواحدة وعلى من ينتشر في الليل من دبيب ويأوى إلى جحره ويدل الذكر الزائد على تحليل النساء لغيره لان من أسمائه الإحليل وعلى إظهار السر فان رأى ذكره في المنام مجبوبا أو أسود أو رقيقا أو رخوا دل على سوء حال من دل عليه ممن ذكرنا وكثرة الذكور إذا لم تكن بادية للناس دلة على الزيادة في الأهل والمال والولد والأعوان وعلى الزيادة فيمن ذكرناه ويدل الذكر على الذي يتوقف فيما يقول ولا يفعل فهو لذلك ليس له صديق وما حدث في الدبر أو الذكر من زيادة أو نقص عاد ذلك إلى استنجائه وما ينتقى به من كل ما لا يجوز أن ينتقى به كالروث والعظام والطعام والذكر المختون دال على سهم المسيح والغير المختون ربما دل على مكوك الحائك ومن رأى أنه يعبث بذكره في المنام فإن كان من أهل العلم داخله الوله والنسيان ومن أكل ذكره في المنام أو قطعه فإنه يقاطع من دل عليه وإن صار الذكر في المنام من حديد أو نحاس أو شئ من الجواهر المعدنية فإنه يستغنى وربما انقطع نسله أو فقد راحته لان ذلك لا يقوم في النفع كما يكون في المعهود، ومن رأى أن لذكره قلفة فإنها زيادة دنيا على غير السنة، ومن رأى في ذكره جراحا فإنه كلام يقال فيه قبيح ذكره به، ومن رأى أن أحدا مس ذكره فان ذلك له فرح وعز ومن رأى أنه اختتن فإنه صلاح في دينه لان الختان سنة.
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»
الفهرست