ثلاث رسائل ، دروس الأعلام ونقدها - السيد مصطفى الخميني - الصفحة ١٤٧
فهذا أمر بما هو حاصل، ولا يمكن التخلف عنه. فعلى هذا لا بد من أحد أمرين: إما اختيار كونه أمرا إرشاديا إلى أنه لا بد من الوفاء، لأنه لا يمكن غير ذلك، كما في النهي عن الصلاة فيما لا يؤكل لحمه، فإنه ليس نهيا مولويا، بل هو نهي يورث عجز المكلف عن الاتيان بالصلاة معه، وهو معنى ما نعيته عنها، وإما اختيار أن الشرع أقدر المكلفين على تكليفه، فجعل العقود جائزة، ثم أمرهم بالوفاء بذلك، وهذا تارة يكون مستفادا من لازم الخطاب وحكم العقل، وأخرى من دعوى الكناية، وأنها تكون إرشادا إلى الجواز، وحيث لا يعقل كونه إرشادا إليه مع نهيه عنه وأمره بالوفاء مولويا، للزوم الجمع بين الارشاد والمولوية والمجاز والكناية، وهذا - ولو أمكن تصويره - غير مناسب حمل الكلام عليه، وتكون الآية عليه من اللغز والأحجية، كما لا يخفى، يتعين الحمل الأول، لما أن دعوى أن العقل يستكشف منه جواز العقد في نظر الشرع - فيكون على هذا هذه الكريمة من أدلة جواز العقود وإن كان يجب الوفاء بالعقد - ممكنة، إلا أن الالتزام بذلك غير صحيح، للزوم جواز الأكل بعد الفسخ، مع عدم إمكان الالتزام به قطعا.
فبالجملة: لو سلمنا مساعدة العرف بدوا على مثل ذلك، وتكون الآية ناظرة إلى دعوى جواز العقود، أو كانت هذه الدعوى مسبوقة بها وإن لم تصل إلينا، غير ملتزم به، لما يلزم من إنكار الحكم الوضعي رأسا في المعاملات، وأنه بعد العقد - سواء كان بالصيغة أو بالمعاطاة - يجوز
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الدرس الأول: ما ألقاه السيد الشاهرودي: حول جريان الأصول في أطراف العلم الاجمالي 5
2 الدرس الثاني: ما ألقاه الوالد: حول التمسك بحديث السلطنة لتصحيح المعاطاة 8
3 الدرس الثالث: ما ألقاه السيد الأستاذ الخوئي: حول أقسام النواهي 13
4 الدرس الرابع: ما ألقاه الوالد: حول عدم شمول حديث السلطنة للشك في الأسباب 17
5 الدرس الخامس: ما ألقاه شيخنا الأستاذ محمد باقر الزنجاني: في مسألة الماء المردد بين القلة والكثرة إذا لم تكن الحالة السابقة معلومة 20
6 * الدرس السادس: ما ألقاه سيدنا الأستاذ الحكيم: * حول لزوم الشركة وجوازها 27
7 الدرس السابع: ما ألقاه سيدنا الأستاذ أبو القاسم الخوئي: في مسألة المتوسط في الأرض المغصوبة 36
8 الدرس الثامن: ما ألقاه الوالد المحقق: حول التمسك بعمومات الشروط على صحة المعاطاة 41
9 الدرس التاسع: ما أفاده السيد الأستاذ الشاهرودي: في مسألة العلم الاجمالي 46
10 الدرس العاشر: ما ألقاه السيد الأستاذ الوالد: في مسألة إفادة المعاطاة الملكية المتزلزلة والمستقرة 51
11 الدرس الحادي عشر: ما ألقاه الشيخ باقر الزنجاني: في مسألة إحراز عنوان المخصص بالاستصحاب في الفروض المختلفة 56
12 الدرس الثاني عشر: ما ألقاه سيدنا المحسن الحكيم: في مسألة عقد الشركة وجوازه 60
13 الدرس الثالث عشر: ما أفاده السيد الوالد: في مسألة جريان الاستصحاب الشخصي في الملكية الحاصلة بالمعاطاة، المرددة بين المتزلزلة والمستقرة 62
14 الدرس الرابع عشر: ما ألقاه سيدنا الأستاذ الشاهرودي: في مسألة العلم الاجما لي بأن أحد الشخصين دائن أو الاشخاص 67
15 * الدرس الخامس عشر: ما ألقاه السيد الأستاذ الخوئي: * في مسألة ترجيح جانب النهي والحرمة على الامر والوجوب 72
16 الدرس السادس عشر: ما أفاده الوالد المحقق: في مسألة جريان الاستصحابات المعارضة مع استصحاب الملكية 77
17 الدرس السابع عشر: ما ألقاه سيدنا الأستاذ الشاهرودي: في مسألة تردد الحق المتعلق بالغير بين الافراد المحصورة 83
18 الدرس الثامن عشر: ما ألقاه سيدنا الأستاذ الحكيم: في مسألة جواز إيقاع عقد المزارعة بالأمر 86
19 الدرس التاسع عشر: ما ألقاه السيد الخوئي: في مسألة جريان النزاع في الاجتماع والامتناع 90
20 الدرس العشرون: ما ألقاه سيدنا الأستاذ الوالد: حول قاعدة السلطنة والاستدلال بها للزوم المعاطاة 94
21 الدرس الحادي والعشرون: ما أفاده السيد الحكيم: في مسألة صحة الايجاب من كل من الزارع والمالك 99
22 الدرس الثاني والعشرون: ما ألقاه الوالد: حول حديث: لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيبة نفس منه 102
23 الدرس الثالث والعشرون: ما أفاده سيدنا الأستاذ الشاهرودي: في مسألة إمكان التعبد بالامارات وأن ما أوقعه ابن قبة غير تام 108
24 الدرس الرابع والعشرون: ما أفاده الوالد المحقق: حول قوله تعالى: (لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم) 112
25 المقام الأول: حول جملة المستثنى منه 112
26 المقام الثاني: حول جملة المستثنى 114
27 المقام الثالث: التمسك بالآية الكريمة ملاحظا حال الجملتين 116
28 الدرس الخامس والعشرون: ما أفاده السيد الحكيم: في مسائل المزارعة وشروطها 123
29 الدرس السادس والعشرون: ما ألقاه السيد الوالد المحقق: حول أدلة خيارالمجلس، وكيفية الاستدلال بها للزوم المعاطاة 127
30 * الدرس السابع والعشرون: ما ألقاه السيد الخوئي: * في مسألة أن الصحة والفساد من الأمور القابلة للجعل 133
31 الدرس الثامن والعشرون: ما ألقاه السيد الشاهرودي: حول شبهات ابن قبة 140
32 الدرس التاسع والعشرون: ما أفاده الوالد المحقق: حول الكريمة الشريفة في مسألة لزوم المعاطاة 143