الأسرة وقضايا الزواج - الدكتور علي القائمي - الصفحة ١٨٧
الفصل الأول الأمن العائلي إن أحد أهم الأسباب التي تدفع بالرجل والمرأة إلى الزواج وتحمل مسؤولياته الجسيمة هو السعي لتحقيق حالة من الاستقرار الروحي.
يقترن الفتى والفتاة، وتبدأ حياتهما الجديدة وفي قلبيهما عزم على بناء مستقبلهما على أسس متينة يوفر لهما شعورا بالطمأنينة والسلام.
يلوذ الرجل بزوجته إذا ما داهمته الخطوب فيشعر بالثقة تعمر قلبه، وتلجأ المرأة إلى زوجها لدى شعورها بالخطر فتحس بالسكينة تملأ قلبها، فالزواج بعني التضامن، الحب، التكافل، الاتحاد وأخيرا يعني الملاذ الأمن الذي يوفر للزوجين شعورا بالأمن.
الأب والأم:
يشعر المرء بحاجته إلى من يقف إلى جواره وهو يشق طريقه في الحياة. إنه لا يستطيع أن يتحمل كل أعبائها بمفرده، ولذا فإنه يطمح إلى شريك يخفف من الأعباء التي ينوء بحملها.
وتطمح المرأة أن ترى في زوجها ذلك الأب الرحيم الذي يضمها بعطفه ويغمرها بحبه، كما أن الرجل يطمح أن يرى في زوجته تلك الأم الرؤوم التي تمسح على رأسه وتغمره بحنانها الفياض.
ومن أجل تحقيق هذه الصورة الجميلة من الحياة الزوجية فإن على الزوجين السعي المتواصل والعزم الأكيد في الابتعاد عن روح الأنانية، والعمل بإخلاص وتفان على تثبيت عرى التضامن والحب والإيثار والوفاء بينهما.
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 187 188 189 190 191 192 ... » »»