نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٥٥
مكره على الامتناع عنه.
والأمر الذي يتناسب مع نظرية الابتلاء الإلهية هو أن يرزق الإنسان القدرة على التمييز بين الحق والباطل بعد أن بين له الله الحق من الباطل ويؤتيه القدرة على فعل الحق وفعل الباطل. ثم يبين له الله الحق من الباطل المباح والحلال والحرام، ثم يعطي الإنسان بعد ذلك الحرية ليعمل الحق بإرادته وحريته ورضاه أو يأتي الباطل بحريته ورضاه وإرادته. هنا فقط يستحق الإنسان المكلف الثواب إذا أصاب والعقاب إذا أخطأ.
تلك هي الأرضية التي انطلقت منها فكرة الرسالات الإلهية إلى بني البشر، وانطلقت منها فكرة المرجعية كضرورة من ضرورات بيان الرسالات الإلهية، فدارت فكرة الرسالة الإلهية حول محورين:
1 - رسول يبلغ الرسالة وهي مرجعها الأرضي.
2 - رسالة لها مضمون يتعذر تبليغها بدون رسول أو مرجع. وهذه الرسالة معدة من قبل الله وهي مشروع هداية إلهية. فالله تعالى هو المرجع الأعلى للرسول في كل ما يتعلق بالرسالة ومضمونها وبيانها.
فالخطوة الأولى هي اختيار الرسول أو المرجع.
والخطوة الثانية هي إفهام الرسول مضامين هذه الرسالة الإلهية (العقيدة).
والخطوة الثالثة هي قيام الرسول بتبليغ هذه الرسالة لأصحابها وبيانها بيانا كاملا، ورصد ردة فعلهم عليها ليكون هو الشاهد. الناس يرجعون إلى الرسول بوصفه المرجع الذي يفهم الرسالة فهما يقينيا، وما أشكل على الرسول من أمور الرسالة يرجع به إلى الله. تلك حقيقة لا يجادل بها إلا جاهل.
كان الرسول - أي رسول - هو المرجع لمن اتبعه ليوضح وليبين للأتباع ومن بلغ مضامين الرسالة وكيف تتحول هذه المضامين الإلهية من النصوص النظرية إلى التطبيق العملي، وكيف تنفذ على الوجه الذي يرضي الله تعالى.
فإذا مات الرسول - أي رسول - فإن العقيدة باقية بالضرورة ما دام لها أتباع ويستدعي بالضرورة وجود مرجع ليقوم بدور البيان والشهادة. وهذا من ضرورات الرسالة، وعملية الابتلاء أن يكون للعقيدة الواحدة مرجع واحد ليقوم بقيادة مسيرة
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331