نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٤٧
كان يفتي في خلافة أبي بكر، وإنما تصير فتوى الناس إلى هؤلاء، فمضى أبو بكر على ذلك، ثم ولي عمر فكان يدعو هؤلاء النفر (1).
- التوسعة في التفقه:
أنت تلاحظ أن نظرية عدالة كل الصحابة نسفت كل الأعراف التي اعتمدت زمن أبي بكر وعمر وخرجت عن كل المفاهيم المألوفة في عهده (ص)، وأعطت الفرصة لكل صحابي على الاطلاق وبالمعنيين اللغوي والاصطلاحي ليدلي بدلوه في كل مسألة من المسائل. ومن حق المجتهد والباحث عن الجواب للسؤال المطروح أن يأخذ برأي أي واحد من هؤلاء الصحابة. كيف لا وكلهم عدول، وكلهم من أهل الجنة، ولا يجوز عليهم الكذب، فاختلطت الأمور، فالمتقدم كالمتأخر، والطليق كالمهاجر، فكلهم ينعم بصفة العدالة، ولا تثريب عليه، ولا معقب لقوله حسب الإطار العام لنظرية عدالة كل الصحابة وما يروى عنهم. وتثبت صحة نسبته إليهم، فهو الحق الذي لا يأتيه الباطل، لأنه قد صدر عن عدول بإمكانهم أن يخصصوا العام من القرآن، وأن يقيدوا المطلق منه. ومن هنا فقد كانت الجهود منصبة بالدرجة الأولى على درس حياة أولئك الذين ينقلون هذه الأحاديث والتحقق من حسن سيرتهم، وصدق إيمانهم، وصدق أقوالهم. فإذا توافرت هذه الصفات بالراوي، وتحققت نسبة النص إلى الصحابي، فهذا النص حق لأنه صادر عن صحابي من العدول.
- قيد على الرواة من حيث المبدأ:
يمكن لأحد الرواة أن يتشيع لأبي بكر أو لعمر أو لعثمان أو لسعد أو لأي صحابي على الاطلاق. فهذا لا يخدش بصدقه وأمانته، ولا يكون محلا للشبهة، إنما الشبهة تقع على من يوالي عليا وأهل البيت ويتشيع لهم، فمن المحال أن يكون ثقة ولا تقبل روايته، وإذا اجتمع عدة رواة كلهم ثقات وبينهم رجل يحب أهل البيت، ويتشيع لهم فيترك الحديث كله، لأنهم لا يقبلون إلا رواية الثقة، والثقة

(١) راجع طبقات ابن سعد ج ٤ ص ١٦٨، وراجع آراء علماء المسلمين في التقية والصحابة وصيانة القرآن الكريم ص ٥٠ وما فوق.
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 151 152 153 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331