معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ١ - الصفحة ٤٣٠
المعارضة في العراق قد بلغت الذروة؟ والباحث يمكن أن يرى بسهولة أن الاغراء قد تمكن من نفس معاوية، وذلك من خلال أقواله وأفعاله بعد أن أخبره كعب الأحبار بأن الأمر إليه بعد عثمان، فقبل أن يتوجه معاوية إلى الشام، خرج من عند عثمان وعليه ثياب السفر متقلدا سيفه متنكبا قوسه، فإذا هن بنفر من المهاجرين فيهم طلحة والزبير وعلي، وهم الذين جاء ذكرهم في رجز الحادي بخصوص الخلافة بعد عثمان، فقام معاوية عليهم فتوكأ على قوسه بعدما سلم عليهم ثم قال: إنكم قد علمتم أن هذا الأمر كان إذا الناس يتغالبون إلى رجال، فلم يكن منكم أحد إلا وفي فصيلته من يرأسه ويستبد عليه ويقطع الأمر دونه ولا يشهده ولا يؤامره، حتى بعث الله نبيه، فكانوا يرأسون من جاء من بعده وأمرهم شورى بينهم يتفاضلون بالسابقة والقدمة والاجتهاد. فإن أخذوا بذلك وقاموا عليه كان الأمر أمرهم والناس تبع لهم، وإن أصغوا إلى الدنيا وطلبوها بالتغالب سلبوا ذلك ورده الله إلى ما كان يرأسهم، وإلا فليحذروا الغير فإن الله على البدل قادر وله المشيئة في ملكه وأمره، إني خلفت فيكم شيخا فاستوصوا به خيرا وكانفوه تكونوا أسعد منه حالا ". ثم ودعهم فقال علي: ما كنت أرى في هذا خيرا (1).
أهم أعمدة هذا الخطاب أراد معاوية أن يذكرهم بأنه قبل الإسلام كانت القيادة في قريش إلى رجال (2)، وأنهم كانوا يرجعون أمورهم إلى هؤلاء الرجال الذين كانوا يستبدون عليهم ويقطعون الأمور، دون أن يشاوروا غيرهم. وعندما جاء الإسلام جعل الأمر شورى والتفاضل بالسابقة والاجتهاد، فإن أخذوا بذلك كان الأمر لهم والناس تبع لهم، وأن أبوا خلاف ذلك رد الله القيادة إلى من كان يرأسهم قبل الإسلام. ثم حذرهم الغير هذا، لأن الله على البدل قادر، فالبدل إذا جاء جاء بأمر الله، فسبحانه له المشيئة في ملكه وأمره. ولم ينس معاوية أن يضع بينه وبينهم شيخا، ثم أوصاهم به، لأن هذا الشيخ ربما يكون طريقا إلى البدل إذا حدث له أي مكروه.

(1) الطبري 101 / 5.
(2) ومنهم أبو سفيان وكان معاوية قد قال للوفد الذي سيره إليه عثمان، وقد عرفت قريش أن أبا سفيان كان أكرمها وابن أكرمها (الطبري 89 / 5).
(٤٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تصدير بقلم الدكتور عاطف سلام 5
2 الاهداء 9
3 المقدمة 11
4 النور الذي أضاء أولا - نور في أعماق الوجود 1 - المنابع 17
5 2 - نظرات على طريق الابتلاء 20
6 3 - برنامج الشيطان 23
7 أولا - قطع الطريق على الأنبياء والرسل عليهم السلام 25
8 ثانيا - قطع الطريق على الفطرة 26
9 ثالثا - قطع الطريق على الدعوة 30
10 4 - حصار برنامج الشيطان 35
11 ثانيا - النور والسحب الداكنة 39
12 1 - من مداخل الدعوة الخاتمة 41
13 2 - عواصف الصد عن سبيل الله 43
14 أولا - دائرة النجس 44
15 حصار دائرة النجس 48
16 ثانيا - دائرة الرجس 51
17 ثالثا - تيار الذين في قلوبهم مرض 57
18 رابعا - جهاز الرجس التخريبي 66
19 1 - استهداف النبي صلى الله عليه وسلم 66
20 2 - استهداف الدعوة 68
21 3 - استهداف القوة العسكرية 71
22 4 - جهاد الرسول صلى الله عليه وسلم لتيارات الصد الداخلية 77
23 ثالثا - النور وحصار دائرة الجرس 1 - من الذي يدعو ويختار؟ 85
24 2 - دائرة الطهر 92
25 أولا من هم المطهرون 95
26 ثانيا - إعلان الناس بمن هم المطهرون 96
27 ثالثا - القرآن والمطهرون والحوض 102
28 رابعا - من حقوق المطهرين 106
29 خامسا - من مناقب أهل البيت 118
30 من مناقب علي بن أبي طالب 118
31 من مناقب فاطمة 119
32 من مناقب الحسن والحسين 121
33 رابعا - النور والولاية 127
34 1 - تعريف من هو الصحابي 131
35 2 - ولاية الله عز وجل 138
36 3 - ولاية رسول الله صلى الله عليه وآله وسمل 141
37 4 - ولاية علي بن أبي طالب 146
38 أولا - علي بن أطالب والعلم 147
39 ثانيا - أضواء علي اختيار الله لعلي 150
40 ثالثا - أضواء على قيادة علي 155
41 5 - حجة الوداع واعلان الولاية 168
42 أولا - حجة الوداع 171
43 ثانيا - يوم غدير خم 175
44 ثالثا - الحجة على من لم يشهد الغدير 186
45 خامسا - النور بين التحذير والتبشير 195
46 1 - النبي يحذر من أصول الفتن 197
47 2 - الرسول ونظرات على واقع بعيد 201
48 3 - النبي يحذر من رموز الفتن 205
49 4 - الرسول وإقامة الحجة على القريب والبعيد 218
50 5 - خاتمة المطاف عند الحوض يوم القيامة 227
51 سادسا - غروب الشمس والقمر 235
52 1 - من معالم الغروب 240
53 2 - ذعر على أعتاب الغروب 250
54 3 - القرارات الأخيرة للنبي صلى الله عليه وسلم 258
55 أولا - الأمر الواقي من الضلال 259
56 ثانيا - الامر العسكري الأخير 267
57 ثالثا - الامر الطبي الأخير 270
58 رابعا - الوصايا 271
59 الطريق إلى الفتن أولا - الاختيار أضواء على سقيفة بني ساعدة 277
60 1 - الطريق إلى السقيفة 279
61 2 - أضواء على الأنصار 284
62 3 - صراع داخل السقيفة 287
63 4 - صراع خارج السقيفة 290
64 5 - هتاف الأنصار 293
65 6 - الخلافة في قريش 300
66 ثانيا - دائرة الرأي 310
67 1 - من معالم الرأي 310
68 2 - نظرات على فدك 314
69 3 - تساؤلات على الطريق 322
70 ثالثا - التعتيم والظهور 325
71 1 - التضيق على رواية الحديث الشريف 333
72 2 - من آثار عدم رواية الحديث 333
73 أ - القص في المساجد 333
74 ب - الاقتحام بالشعر 341
75 3 - إلغاء سهم المؤلفة قلوبهم 348
76 نظرات على الطريق 351
77 رابعا - الامراء و الفتن 357
78 1 - امراء على الطريق 358
79 2 - الامراء والفتوحات 372
80 3 - رحلة الخراج 374
81 4 - نهاية الطريق 382
82 5 - مشهود في أول الطريق 387
83 خامسا - وجاء بنو أمية 393
84 1 - يوم الشورى 395
85 2 - رياح بني أمية 402
86 3 - ظهور النفاق 405
87 4 - الاحتجاج السلمي 408
88 الرد على الاحتجاج السلمي 415
89 6 - البطانة السوء 420
90 7 - العاصفة والبحث عن الذات 424
91 8 - من الذي قتل عثمان 431
92 وظهر القمر أولا - من معالم الحكومة الدينية 449
93 النداء الحق 456
94 1 - الظهور 459
95 2 - اصلاحات علوية 462
96 قرار عزل أمراء الفتن 462
97 قرار التسوية في الأموال 464
98 قرارات قيادية 470
99 قرار رواية العلم ومنع القص 483
100 3 - العالم العامل الزاهد 491
101 ثانيا - البغاة والقمر 497
102 1 - ضجيج في أعماق الحجة 503
103 2 - الناكثون في أعماق الحجة 508
104 3 - لقاء في مكة 513
105 4 - نظرات على طريق البغي 517
106 5 - إصداء يوم غدير خم 522
107 6 - على هامش أصداء يوم خم 528