مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٨٤
من دون تحديد من يتولى المسؤولية من بعده هو بمثابة كارثة حقيقة تجعل الأمة كالغنم التي لا راعي لها، وقد يؤدي ذلك إلى الفتنة والاختلاف والقتال. وتمزيق وحدة الأمة.
5 - ويرى علماء الدولة التاريخية الإسلامية أن تنصيب الخليفة لمن يأتي بعده حق من حقوقه. (إن الإمام - الخليفة - ينظر للناس حال حياته وتبع ذلك أن ينظر لهم بعد وفاته ويقيم لهم من يتولى أمورهم) (1) وعلى هذا أطبق علماء الدولة التاريخية واتفقوا بعد أن يتيقنوا من خطورة موت الإمام من أن يعين من يخلفه، لأنه يؤدي حتما " إلى الفتنة، وتفريق الملة، وسفك الدماء على حد تعبير معاوية ابن أبي سفيان (2).
6 - لم يصدف، في تاريخ البشرية على الإطلاق، أن مات رئيس دولة - أي دولة - أوقائد جماعة - أي جماعة - من دون أن يبين هذا الرئيس أو القائد من يتولى المسؤولية من بعده! للأسباب نفسها التي أدركها المسلمون، حتى أن هذا البيان صار أمرا " طبيعيا " ومن أبجديات السياسة حتى على مستوى شيخ القبيلة أو رب الأسرة! لست أدري كيف يدرك العالم كله أهمية هذا الموضوع ولا يدركه رسول الله وهو سيد ولد آدم! إنها لكارثة حقيقية أن يلصق المسلمون هذه التهمة برسول الله.
7 - ثم إن المسلمين قاطبة يسلمون بأن سنة الرسول تعني (القول والفعل والتقرير) فإذا كان صحيحا " أن رسول الله قد انتقل إلى جوار ربه، وترك أمته ولا راعي لها من بعده فإن هذا يعني أن فعل الرسول هذا سنة عملية أو فعلية ومن واجب المسلمين أن يتبعوها فهل تدلني الشيع الإسلامية، مجتمعة ومنفردة، مشكورة، على خليفة أو ملك من ملوك المسلمين قد اتبع هذه السنة؟
8 - ثم إن القول بكمال الدين وتمام النعمة من مستلزمات الإيمان، والقول بأن القرآن الكريم قد جاء بيانا " لكل شئ، وأن مهمة الرسول الأولى هي أن يبين للناس ما أنزل إليهم من ربهم يشكل حجر الزاوية في العقيدة الإسلامية، فإذا كان

(1) أنظر إلى قول ابن خلدون ص 177.
(2) راجع الإمامة والسياسة لابن قتيبة 1 / 167 و 171.
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257