مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٣٦
رأى أن رسول الله استخلف عليا " بن أبي طالب ونص عليه إماما " ووليا " وخليفة ومرجعا " وقائدا " للمسلمين ورئيسا " لهم من بعده وأن الخلافة منحصرة بالأئمة بذرية النبي من صلب علي، وأن الله تعالى قد أعد هؤلاء الأئمة وأهلهم ليكون كل واحد منهم هو الأعلم والأفهم والأتقى والأقرب وأفضل الموجودين في زمانه، بحيث يكون مؤهلا " للقيام بالوظائف التي كان يقوم بها النبي حال حياته، لأن منصب الرئاسة العامة منصب (إلهي) من جميع الوجوه، ولا يعلم بتوافر صفات الأعلم والأفهم والأتقى والأفضل إلا الله تعالى. ومن هنا أمر الله رسوله بأن يعلن للمسلمين اختياره تعالى للأئمة من بعد النبي.
نقاش مقولة موت الرسول من دون أن يستخلف!
أصر الفريق الأول (بطون قريش ومن والاها) على أن الرسول قد انتقل إلى جوار ربه ولم يستخلف. وعند ما قبض رجالات البطون على السلطة استخلفوا، فلم يمت خليفة من خلفائهم قط إلا واستخلف لأنهم قدروا - وهم على حق - أن موت الحاكم أو الرئيس العام من دون أن يحدد من سيخلفه تفريط وتضييع للأمانة على حد تعبير عبد الله بن عمر، وترك الأمة هملا " وعرضة للفتن على حد تعبير أم المؤمنين عائشة! وتلك شهادة منهم على أنفسهم وحجة للفريق الثاني، لأن الرسول أبعد نظرا " وأعرف بعواقب الأمور منهم، ومن المستحيل ألا يدرك ما أدركوه! وكل هذا يعني أن الرسول قد استخلف بالفعل ولم يترك أمته من دون راع كما زعموا! ثم إن الرئاسة العامة للمسلمين من بعد وفاة النبي هي الأهم، لأنها الراعية والمرشدة لمسيرتي الدعوة والدولة الإسلامية وعدم بيان الرئيس العام للمسلمين من بعد وفاة النبي يناقض تماما " كمال الدين وتمام النعمة الثابت بالنص وبالروح العامة للشريعة وبمقتضيات الإيمان.
انتصار الفريق الأول بالكثرة والقوة والتغلب والقهر فرض المنتصرون من بطون قريش وحلفائها اجتهادهم ورأيهم على الدين، وعلى أهل بيت النبوة، وعلى الأمة وصارت البطون هي الحاكمة والحكم في الوقت نفسه، وقامت دولتها لتخلف دولة النبي،
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 233 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257