مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٠٨
أحاديث الرسول. وكانت دولة البطون على علم بهذا الجهد الذي قام به المخلصون للحصول على ما أمكن الحصول عليه من أحاديث الرسول، ولم تعترض هذا الجهد بل سهلته، ولم يكن لها تحفظ عليه، وانحصر تحفظها بعدم الرواية عن أهل بيت النبوة، وبتجاهل إمام أهل بيت النبوة ما أمكن وفي أحسن الأحوال اعتباره عالما " كمئات الألوف من العلماء الموجودين فوق إقليم دولة البطون وعدم تمييزه من غيره من العلماء! مع أن هذا الإمام هو مستودع العلم اللدني، وهو الجامع لبيان الرسول لكافة أحكام القرآن، وهو المؤهل للإجابة عن كل سؤال إطلاقا " جوابا " قائما " على الجزم واليقين، والسؤال الذي يطرح نفسه هو:
هل كان العلماء يعرفون مؤهلات الإمام؟ ولماذا تجاوزوه إن عرفوها؟
لقد أدرك العلماء بالعقل لا بالنقل أهلية إمام أهل بيت النبوة، لقد حاوره العلماء في كل زمان، وسلم له العاقلون بالإمامة! ولكن إن أعلنوا تسليمهم له، وأشاعوا تميزه وتفرده بالعلوم الإلهية اليقينية. فإن الدولة القائمة ستعد هذا بمثابة تشيع لأهل بيت النبوة، وستقابله بالردع والمحاصرة، وستصب جام غضبها على جميع العلماء الذين يشيعون تفرده وتميزه. وبالتالي ستستعمل دولة البطون نفوذها وتفشل مشروع العلماء الصادقين الهادف إلى تقصي أحاديث الرسول الصحيحة وتدوينها، لذلك رأى العلماء الصادقون أن يتظاهروا بأن إمام أهل بيت النبوة ليس غير عالم من جملة مئات الألوف من العلماء! وقد تظاهروا بذلك بذلك مع إقرارهم له بالأستاذية فالإمام جعفر الصادق مثلا " هو أستاذ أبي حنيفة وأصحاب المذاهب الأربعة، وقد أقروا له بالتفوق والتفرد والتميز من غير ومع هذا نتيجة لنفوذ الدولة وضغوطها تقدم أبو حنيفة وبقية أصحاب المذاهب الأربعة في نظر العامة، وتأخر إمام أهل بيت النبوة وصار المذاهب الأربعة والتمذهب بمذهب الإمام جعفر نقيصة وموضع شبهات، وقد سمى رسول الله الإمام محمد بن علي بالباقر لأنه سيبقر العلوم، وأقر له علماء زمانه بأنه الباقر حقيقة لأنه بقر العلوم وعرف حقيقتها، ومع هذا فإن الإمام محمد الباقر من الناحية الرسمية ليس إلا عالم من جملة آلاف العلماء وإذا تعارض قول أي عالم مع قول الإمام محمد الباقر فإن الراجح هو قول العالم لا قول الباقر!
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257