مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٣٨
بعد النبي، فقد عدها أبناء البطون غير ملزمة، وغير معقولة لعدة أسباب منها: 1 - أن الرسول بشر يتكلم في الغضب والرضى ولا ينبغي أن يحمل كلامه كله على محمل الجد (1)! وعلى هذا الأساس أهملت بطون قريش جميع النصوص النبوية التي نظمت أمر الولاية من بعد النبي. ومن جهة ثانية فإنه لا علم للبطون بأن القرآن قد تطرق لهذه الناحية. والأمر الملزم للبطون هو القرآن وحده ولا حاجة لقول النبي ولا لوصاياه في أمور لم يعالجها القرآن. ولقد جهر عمر بن الخطاب بهذه القناعة أمام الرسول نفسه، وأيده أبناء البطون فحالوا بين الرسول وبين كتابة توجيهاته النهائية، بحجة أن القرآن وحده يكفي ولا حاجة لتوجيهات الرسول ولا لوصاياه لأنهم أدركوا أن هذه التوجيهات ستبطل كيدهم (2) وفي هذا السياق، وطمعا " بطمس جميع النصوص النبوية المتعلقة بخلافة النبي منع خلفاء البطون الرعية من أن تحدث عن رسول الله، وجمعوا الأحاديث التي كتبها الناس عنه وأمروا بتمزيقها (3)!
3 - إضفاء هالة من التقديس تفوق التصور والوصف على أبناء البطون البارزين، ومعاملتهم باحترام يفوق احترامهم للرسل والأنبياء، والتماس الأعذار لأخطائهم وهفواتهم وتقديمهم للأمة جنبا " إلى جنب مع النبي لهم سنن واجبة الاتباع تماما " كسنة الرسول. وإذا تعارضت سننهم مع سنن الرسول ترجح سنن أبناء البطون، ويمكن للواحد من هؤلاء البارزين أن يقول للرسول وجها " لوجه: (أنت تهجر ولا حاجة لنا بوصيتك) فتصفق جميع البطون لهذا القائل وتؤيده، وتقول أمام الرسول: (إن الرسول يهجر والقول ما قاله عمر)، كما حدث يوم الرزية والنبي على فراش الموت (4).

(١) راجع سنن الدارمي ١ / ١٢٥، وسنن أبي داود ٢ / ١٢٦، ومسند أحمد ٢ / ١٦٢ و ٢٠٧ و ٢١٦، ومستدرك الحاكم ١ / ١٠٥ و ١٠٦.
(٢) راجع صحيح البخاري ٤ / ٣١ و ٧ / ٩، ١ / ٣٧، و ٢ / ١٣٢، وصحيح مسلم ٢ / ١٦ و ٥ / ٧٥، وصحيح مسلم بشرح النووي ١١ / ٩٤ - ٩٥، تاريخ الطبري ٢ / ١٩٢.
(٣) راجع التفصيل والمراجع في مبحث (الإمامة أو الولاية أو القيادة من بعد النبي) من هذا الكتاب.
(٤) راجع كتابنا نظرية عدالة الصحابة ص ٢٨٦ وما بعدها تجد التفصيل والمراجع.
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257