الطريق إلى المهدي المنتظر عليه السلام - سعيد أيوب - ج ١ - الصفحة ٦٢
ثم جاء عام ستين، وهو العام الذي حمل الصبيان أعلامه، وفيه قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (تعوذوا بالله من رأس الستين ومن إمارة الصبيان) (1)، وقال:
(ويل للعرب من شر قد اقترب على رأس الستين تصير الأمانة غنيمة، والصدقة غرامة، والشهادة بالمعرفة، والحكم بالهوى) (2)، فرأس الستين تطوير للعربة التي تنطلق بوقود الرأي، ورأس الستين هو الوعاء الذي يصب فيه إماتة الصلاة من العهود التي سبقته، وينطلق منه وقود إضاعة الصلاة، وقراءة القرآن بلا تدبر، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يخبر بالغيب عن ربه: (يكون خلف بعد ستين سنة، أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا، ثم يكون خلف يقرأون القرآن لا يعدو تراقيهم، ويقرأ القرآن ثلاثة: مؤمن ومنافق، وفاجر) (3)، وعن أبي سعيد قال: (المنافق كافر به، والفاجر يتأكل منه، والمؤمن يؤمن به) (4).
ومن الدلائل على أن جيل الستين أخذ وقوده ممن سبقه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر في حديث آخر بأن كثرة المال هي الخلفية الأساسية التي يتم عليها تفريخ هؤلاء، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (مما أتخوف على أمتي أن يكثر فيهم المال حتى يتنافسوا فيقتلون عليه، وإن مما أتخوف على أمتي أن يفتح لهم القرآن، حتى يقرأه المؤمن والكافر والمنافق) (5).
فالمال أنتج التنافس، والتحاسد والتدابر، والتباغض، والبغي، وفتح القرآن أمام العامة - مع عدم وجود العالم به - أدى إلى ترتيله في زحام الأسواق، حيث لا مستمع ولا منصت، ومن الأصاغر أخذ العلم الذي أدى

(١) رواه أحمد وأبو يعلى، كنز العمال: ١١ / ١١٩.
(٢) رواه الحاكم وصححه المستدرك: ٤ / ٤٨٣.
(٣) رواه أحمد، وقال الهيثمي: رجاله ثقات، الزوائد: ٦ / ٢٣١، وقال ابن كثير: رواه أحمد وإسناده على شرط السنن، البداية: ٦ / ٢٢٨، التفسير: ٣ / ١٢٨ ورواه ابن حبان في صحيحه، والحاكم وصححه، والبيهقي، كنز: ١١ / ١٩٥، المستدرك: ٤ / ٥٠٧.
(٤) رواه الحاكم وصححه، وأقره الذهبي، المستدرك: ٤ / 507.
(5) رواه الحاكم وصححه، كنز: 10 / 200.
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 الفصل الأول: نور الظلام أولا: موكب الحجة 9
3 معجزات بين يدي الموكب 9
4 1 - القران الكريم 9
5 2 - الاخبار بالغيب عن الله 10
6 ثانيا: التحذيرات الذهبية 14
7 1 - التحذير من الاختلاف 14
8 2 - التحذير من امراء السوء 17
9 3 - التحذير من ذهاب العلم 21
10 ثالثا: العترة بين التحذير والابتلاء 24
11 الفصل الثاني: أضواء على المسيرة أولا: أضواء على الساحة بعد وفاة النبي 31
12 ثانيا: أضواء على حركة الاجتهاد والرأي 34
13 ثالثا: المقدمات العمرية والنتائج الأموية 37
14 1 - الامر برواية الحديث 37
15 أ - اجتهادات الصحابة في رواية الحديث وتدوينه 40
16 ب - من اثار عدم الرواية والتدوين 43
17 1 - أضواء على القص 43
18 2 - الخفوت والظهور 45
19 2 - مخالفة السنة النبوية في قسمة الأموال 50
20 أ - مخالفة الامر النبوي في الأموال 50
21 ب - اجتهاد الصحابة في الأموال 52
22 رابعا: من معالم المسيرة 60
23 الفصل الثالث: فجر الضمير أولا: الظلم والجور 73
24 1 - مسيرات وثنية 75
25 أ - البوذية 75
26 ب - الهندوسية 75
27 ج - السيخية 76
28 د - الكونفوشيوسية 77
29 2 - مسيرات عنكبوتية 78
30 أ - الماسونية 78
31 ب - الصهيونية 81
32 1 - العلمانية 82
33 2 - التغريب 83
34 ج - التبشير 86
35 الخلاصة 87
36 3 - مستقر المسيرات الانحرافية 90
37 ثانيا: القسط والعدل 92
38 1 - أقوال العلماء في ظهور المهدي ونزول عيسى اخر الزمان 92
39 2 - فجر الضمير 94