الطريق إلى المهدي المنتظر عليه السلام - سعيد أيوب - ج ١ - الصفحة ٢٤
وبينت الدعوة أن الذين لا يصلون ما أمر الله به أن يوصل، والذين لم يأخذوا بما أمرهم - تعالى - به من طاعة، ولم ينتهوا عما نهاهم عنه من نهي، فهؤلاء خاسرون في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون) البقرة: 27)، وقال جل شأنه: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم) (محمد: 22 - 23).
وبينت الدعوة الإلهية الخاتمة أن عدم مودة الذين أمر الله بمودتهم، يفتح الطريق أمام مودة أعداء الفطرة، وقد أمروا بعدم مودتهم، قال تعالى:
(يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق) (الممتحنة: 1)، فالآية تنهى عن مودة المشركين والكفار، وتنهى أن يتخذوا أولياء وأصدقاء وأخلاء، قال تعالى حاكيا عن إبراهيم قوله لقومه: (وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا) (العنكبوت: 25)، قال المفسرون: وبخهم على سوء صنيعتهم في عبادة الأوثان، وقال: إنما اتخذتم هذه ليجتمعوا على عبادتها صداقة وألفة منكم، بعضكم لبعض في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة ينعكس هذا الحال، فتصبح هذه الصداقة والمودة بغضا وشنانا، وتتجاحدون ما كان بينكم، ويلعن الأتباع المتبوعين، والمتبوعون الأتباع.
فالطريق يبدأ بأمر الله ونهيه، وعلى امتداد الطريق يمتحن الله الناس ببعضهم، فمن سلك في ما أمر الله به نجا، ومن لم يأخذ بوصايا الله ضل، والله - تعالى - أمر بصلة الأرحام، وذروة الأرحام عترة النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله - تعالى - جعل ذرية كل نبي في صلبه، وإن الله - تعالى - جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب) (1)، وقال: (إن لكل بني أب عصبة

(١) رواه الطبراني عن جابر، والخطيب عن ابن عباس، كنز العمال: ١١ / 600.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 الفصل الأول: نور الظلام أولا: موكب الحجة 9
3 معجزات بين يدي الموكب 9
4 1 - القران الكريم 9
5 2 - الاخبار بالغيب عن الله 10
6 ثانيا: التحذيرات الذهبية 14
7 1 - التحذير من الاختلاف 14
8 2 - التحذير من امراء السوء 17
9 3 - التحذير من ذهاب العلم 21
10 ثالثا: العترة بين التحذير والابتلاء 24
11 الفصل الثاني: أضواء على المسيرة أولا: أضواء على الساحة بعد وفاة النبي 31
12 ثانيا: أضواء على حركة الاجتهاد والرأي 34
13 ثالثا: المقدمات العمرية والنتائج الأموية 37
14 1 - الامر برواية الحديث 37
15 أ - اجتهادات الصحابة في رواية الحديث وتدوينه 40
16 ب - من اثار عدم الرواية والتدوين 43
17 1 - أضواء على القص 43
18 2 - الخفوت والظهور 45
19 2 - مخالفة السنة النبوية في قسمة الأموال 50
20 أ - مخالفة الامر النبوي في الأموال 50
21 ب - اجتهاد الصحابة في الأموال 52
22 رابعا: من معالم المسيرة 60
23 الفصل الثالث: فجر الضمير أولا: الظلم والجور 73
24 1 - مسيرات وثنية 75
25 أ - البوذية 75
26 ب - الهندوسية 75
27 ج - السيخية 76
28 د - الكونفوشيوسية 77
29 2 - مسيرات عنكبوتية 78
30 أ - الماسونية 78
31 ب - الصهيونية 81
32 1 - العلمانية 82
33 2 - التغريب 83
34 ج - التبشير 86
35 الخلاصة 87
36 3 - مستقر المسيرات الانحرافية 90
37 ثانيا: القسط والعدل 92
38 1 - أقوال العلماء في ظهور المهدي ونزول عيسى اخر الزمان 92
39 2 - فجر الضمير 94