الطريق إلى المهدي المنتظر عليه السلام - سعيد أيوب - ج ١ - الصفحة ١٨
فكان الذين في أسفلها يصعدون فيستقون الماء فيصبون على الذين في أعلاها، فقال الذين في أعلاها: لا ندعكم تصعدون فتؤذوننا، فقال الذين في أسفلها: فإننا ننقبها من أسفلها فنستقي، فإن أخذوا على أيديهم فمنعوهم نجوا جميعا، وإن تركوهم غرقوا جميعا) (1).
كانت هذه بعض تعاليم النبوة لمواجهة الظلم والجور في وقت ما على امتداد المسيرة، أما بعد استفحال الظلم والجور، نتيجة للثقافات التي عمل منها المنافقون وأهل الكتاب غثاء مهمته النباح تأييدا للجلادين، والتصفيق للزبانية ومصاصي الدماء، يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ما ترون إذا أخرتم إلى زمان حثالة من الناس، قد مرجت عهودهم ونذورهم فاشتبكوا، وكانوا هكذا (وشبك بين أصابعه)، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: تأخذون ما تعرفون وتدعون ما تنكرون، ويقبل أحدكم على خاصة نفسه، ويذر أمر العامة) (2)، وفي رواية: اتق الله عز وجل، وخذ ما تعرف ودع ما تنكر، وعليك بخاصتك وإياك وعوامهم) (3).
وبالجملة، بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن صنفا من الناس سيحرص على الإمارة من بعده، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إنكم ستحرصون على الإمارة، وستصير حسرة وندامة يوم القيامة، نعمت المرضعة وبئست الفاطمة) (4). نعم المرضعة: لما فيها من حصول الجاه والمال ونفاذ الكلمة وتحصيل اللذات الحسية، وبئست الفاطمة: أي بعد الموت لأن صاحبها يصير إلى المحاسبة. قال صلى الله عليه وآله وسلم (ليتمن أقوام ولوا هذا الأمر، أنهم خروا من الثريا وأنهم لم يولوا شيئا) (5)، وليس معنى هذا أن الإسلام لا يعترف بالقيادة والإمارة، فالإسلام يقوم على

(1) رواه أحمد والبخاري، الفتح الرباني: 19 / 177، والترمذي وصححه، الجامع: 4 / 470.
(2) رواه الطبراني، وقال الهيثمي: رجال ثقات، الزوائد: 7 / 279.
(3) رواه أحمد، وإسناده صحيح، الفتح الرباني: 23 / 12.
(4) رواه أحمد، الفتح الرباني: 23 / 22، والبخاري، الصحيح: 4 / 235.
(5) رواه أحمد، وقال الهيثمي: رجاله ثقات، الفتح الرباني: 23 / 23.
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 الفصل الأول: نور الظلام أولا: موكب الحجة 9
3 معجزات بين يدي الموكب 9
4 1 - القران الكريم 9
5 2 - الاخبار بالغيب عن الله 10
6 ثانيا: التحذيرات الذهبية 14
7 1 - التحذير من الاختلاف 14
8 2 - التحذير من امراء السوء 17
9 3 - التحذير من ذهاب العلم 21
10 ثالثا: العترة بين التحذير والابتلاء 24
11 الفصل الثاني: أضواء على المسيرة أولا: أضواء على الساحة بعد وفاة النبي 31
12 ثانيا: أضواء على حركة الاجتهاد والرأي 34
13 ثالثا: المقدمات العمرية والنتائج الأموية 37
14 1 - الامر برواية الحديث 37
15 أ - اجتهادات الصحابة في رواية الحديث وتدوينه 40
16 ب - من اثار عدم الرواية والتدوين 43
17 1 - أضواء على القص 43
18 2 - الخفوت والظهور 45
19 2 - مخالفة السنة النبوية في قسمة الأموال 50
20 أ - مخالفة الامر النبوي في الأموال 50
21 ب - اجتهاد الصحابة في الأموال 52
22 رابعا: من معالم المسيرة 60
23 الفصل الثالث: فجر الضمير أولا: الظلم والجور 73
24 1 - مسيرات وثنية 75
25 أ - البوذية 75
26 ب - الهندوسية 75
27 ج - السيخية 76
28 د - الكونفوشيوسية 77
29 2 - مسيرات عنكبوتية 78
30 أ - الماسونية 78
31 ب - الصهيونية 81
32 1 - العلمانية 82
33 2 - التغريب 83
34 ج - التبشير 86
35 الخلاصة 87
36 3 - مستقر المسيرات الانحرافية 90
37 ثانيا: القسط والعدل 92
38 1 - أقوال العلماء في ظهور المهدي ونزول عيسى اخر الزمان 92
39 2 - فجر الضمير 94