يخلقها الله! وها هي كتب الفرق والملل والنحل أمامنا، ولم أجد في شئ منها مثل هذا النقل عنهم (106).
وينتهي الدكتور البوطي في نقاشه لابن تيمية إلى أن الشيخ الحنبلي قد دافع عن إحدى أهم أفكار الفلاسفة، وهي القول بقدم النوع الأساسي وحدوث الأعيان الجزئية، فلنا أن نقرر مع ابن تيمية بأن المادة الأولى للمكونات كانت قديمة ولم تستحدث وأنها تشترك مع الله اشتراكا ذاتيا في صفة القدم (107).
وهذه إحدى العقائد الثلاثة التي كفر الغزالي بها الفلاسفة. وهناك نقطة جديرة بالاهتمام وهي تعليق الدكتور على الأدلة التي ساقها الشيخ الحراني من السنة لإثبات ما يذهب إليه. لأنه بذل جهدا شاقا متكلفا لينتقي من الروايات الثلاث الصحيحة التي وردت عن النبي في هذا الموضوع ما هو أقرب إلى التناسب مع رأيه هذا، فيرجحها على الروايتين الآخرتين ويشطب عليهما بالوهب والبطلان (108)، ودون أي مسوغ لهذا الترجيح. فقد ورد في