الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٢٨
الإمام علي (ع) في بداية الأمر يتجنب المواجهة خوفا على عودة الناس إلى الشرك.
إن ابن خلدون أنهى القصة بشكل سريع، وقفز على كل ما جرى. ليقول:
" ثم ذهبوا يعيدون عليه، ثم قال: دعوني فما أنا فيه خير مما تدعونني إليه ".
السؤال الذي قد يطرحه كل لبيب على مؤرخ المغرب: لماذا طلب منهم أن يدعوه، ولماذا يكون جوابه بتلك الصيغة التي يبدو فيها اليأس ممن حوله؟ بعد أن كان قد حثهم على إحضار الدواة والقرطاس؟.
ابن خلدون سكت عن ذلك. لكن التواريخ التي سبقت ابن خلدون وأخذ عنها. وكذا أخبار المحدثين الذين حفظ لهم ابن خلدون. تذكر أن لغطا شديدا جرى في حضرة النبي (ص) على أثر طلبه إحضار الدواة والقرطاس. وأنه صلى الله عليه وآله وسلم غضب في وجه عمر لما صدر عن هذا الأخير. فقد ذكر الطبراني في الأوسط: "...... " فقال النسوة من وراء الستر: ألا تسمعون ما يقول رسول الله (ص) قال، قال عمر: فقلت إنكن صويحبات يوسف إذا مرض رسول الله عصرتن أعينكن، وإذا صح ركبتن عنقه! قال: فقال رسول الله (ص): " دعوهن فإنهن خير منكم ".
وفي صحيح مسلم، إنه لما وقع الغوغاء، وضج النبي (ص) قال أهله:
لا ينبغي عند النبي (ص) هذه الغوغاء، فاختلفوا، فقال بعضهم: احضروا ما طلب، ومنع آخرون، فقال النبي (ص) " ابعدوا ".
وإذا حاولنا اكتشاف هؤلاء الذين خالفوا، لن يكونوا إلا عمر بن الخطاب!.
ذلك ما ذكره أحمد بن حنبل في مسنده، مع تلطيف وتهذيب للعبارة بما لا يخدش في عمر بن الخطاب ولا يكشف عن سوء أدبه مع الأنبياء. قال عن جابر " إن النبي (ص) دعا عند موته بصحيفة ليكتب كتابا لا يضلون بعده، فخالف عمر بن الخطاب حتى رفضها ".
وفي نقلهم الحديث بالمعنى، دلالة على قمة ما بلغه كلام عمر من وقاحة تدل على ازدراءه واستهتاره بطلب النبي (ص) وانحطاط أسلوبه مع من جعل الله
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235