الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١١٥
الثاني: لأن الإسلام كان دائما يوجه إلى فتح نافذة التاريخ للوقوف عند تجارب الأمم، واستخلاص العبرة منها بما يصلح لإفادة الحاضر والمستقبل.
والقرآن يتسع لفيض من تلكم الآيات التي تحث على تدبر الماضي وقراءته قراءة تاريخية منتجة، ويستخدم كلمتين في شد الناس إلى التاريخ ويركز كثيرا على أحداهما.
والكلمتان هما: الماضي. والماقبل.
ففيما يتصل بالماضي، يذكر القرآن آيتان:
" فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين " (1).
" وأن يعودوا فقد مضت سنة الأولين " (2).
وربط كلمة ماضي بالأولين، في حين استخدم عبارة (ما قبل، من قبل.) كثيرا. إنه لا يعتبر الماضي أمرا غابرا، خصوصا في مقام الحديث عما يفهم منه حديث عن السنن الاجتماعية. فإنه يستخدم عبارة ما قبل، أو من قبل. ليبين بأن المسألة لها صلة بكل أطوار التاريخ. وبأن الحدث الواقع في الماضي هذا له امتداداته المنطقية على الحاضر والمستقبل. ومن هنا، يبين بأن النظر إلى الماضي وهو نظر في الحاضر والمستقبل. نظرة من الخلف. وذلك هو أرقى مبدأ في فلسفة التاريخ. وأهم قاعدة في منهجه.
يقول تعالى: " سنة الله في الذين من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا " (3) " سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا " (4).
" وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما " (5).

(1) الزخرف / آية 8.
(2) الأنفال / آية 3.
(3) الأحزاب / 38.
(4) الأحزاب / آية 62.
(5) الفتح / 16.
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 111 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235