الانحرافات الكبرى - سعيد أيوب - الصفحة ٢٨٤
اليهود عن الرومان ثلاث سنوات وأصبحت أورشاليم عاصمة لهم وذلك عام 132 م. وبعد ثلاث سنوات أي في عام 135 م نكل الرومان باليهود وهدموا أورشاليم وبنوا على أنقاضها مدينة لهم وأقاموا بها معبد لإله (جوبتر) إله الرومان على أنقاض المعبد القديم. ولم يسمح الرومان لأي يهودي بدخول المدينة أو الاقتراب منها. وفي عام 313 م أصبحت الديانة النصرانية دين الدولة الرومانية الرسمي. وهدم معبد جوبتر. وفي سنة 326 م جاءت الملكة هبلانة أم الإمبراطور قسطنطين وقامت ببناء كنيسة القيامة في أورشاليم. وفي عام 614 م غزا الفرس بلاد الشام. وانتصروا على الرومان وهدموا كنيسة القيامة. ثم غلب الرومان الفرس. ثم جاء الفتح الإسلامي عام 636 م ولم يكن لليهود قائمة.
وفي عام 1948 اعترفت الأمم المتحدة بدولة إسرائيل. وكان هذا الاعتراف ثمرة لجهد طويل قامت به الأيدي الخفية التي زينت كل قبيح في عالم الطمس الطويل الذي يسير في عكس اتجاه الفطرة. وفي بطن الغيب ما زالت البعوث قائمة. وانتظروا ونحن معكم منتظرون.
2 - الطمس والمسخ:
(أولا) أخذ اليهود بأسباب الضلال:.
ظلت البعوث تطارد بني إسرائيل على ظلمهم. ولم يكن هذا يعني عدم وجود صالحين بينهم، فلقد عاش معهم في كل منازلهم التي نزلوا بها من يد عوهم إلى تقوى الله. ولكن دعوته كانت تذهب أدراج الرياح. وفي كل جيل بعد ذلك كانت تقل نسبة الصالحين وتتسع نسبة الذين يهرولون إلى السيئات. حتى جاءت الأجيال التي لا خير فيها. أجيال ورثت الكتاب وتحملوا ما فيه من المعارف والأحكام والمواعظ والبشارات. وكان لازم هذا. أن يتقوا ويختاروا الدار الآخرة. ويتركوا أعراض الدنيا الفانية الصارفة عما عند الله من. الثواب الدائم.
لكنهم أخذوا ينكبون على اللذائذ الفانية ولم يبالوا بالمعصية وإن كثرت. ووضعوا في طريق الانحراف وتدا هو من أشد الأوتاد خطورة بعد وتد رفض بشرية الرسول. وكان هذا الوتد قولهم: " سيغفر الله لنا " لقد هرولوا إلى المعاصي تحت لافتة مغفرة الله لهم. وهذا قول بغير حق. شربوه في قلوبهم وسقوه للذين
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»
الفهرست