الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٨٠٨
صوته: " من هو أهل لفتح الكتاب وفض أختامه؟ " 3 فما استطاع أحد في السماء ولا في الأرض ولا تحت الأرض أن يفتح الكتاب ولا أن ينظر ما فيه. 4 فجعلت أبكي بكاء شديدا، لأنه لم يوجد أحد أهلا لأن يفتح الكتاب وينظر ما فيه. 5 فقال لي واحد من الشيوخ: " لا تبك.
ها قد غلب الأسد من سبط يهوذا، ذرية داود (2): فسيفتح الكتاب ويفض أختامه السبعة ".
6 ورأيت بين العرش والأحياء الأربعة وبين الشيوخ حملا قائما كأنه ذبيح (3)، له سبعة قرون (4) وسبع أعين هي أرواح الله السبعة التي أرسلت إلى الأرض كلها. 7 فأتى وأخذ الكتاب من يمين الجالس على العرش. 8 ولما أخذ الكتاب، جثا الأحياء الأربعة والشيوخ الأربعة والعشرون أمام الحمل، وكان مع كل واحد منهم كنارة وأكواب من ذهب ملئت عطورا هي صلوات القديسين. 9 وكانوا يرتلون نشيدا جديدا (5) فيقولون: " أنت أهل لأن تأخذ الكتاب وتفض أختامه، لأنك ذبحت وافتديت لله بدمك أناسا من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة، 10 وجعلت منهم لإلهنا مملكة وكهنة سيملكون على الأرض ".
11 وتوالت رؤياي فسمعت صوت كثير من الملائكة حول العرش والأحياء والشيوخ، وكان عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف، 12 وهم يصيحون بأعلى أصواتهم: " الحمل الذبيح أهل لأن ينال القدرة والغنى والحكمة والقوة والاكرام والمجد والتسبيح ".
13 وكل خليقة في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض وفي البحر، وكل ما فيها، سمعته يقول: " للجالس على العرش وللحمل التسبيح والاكرام والمجد والعزة أبد الدهور ".
14 وكانت الأحياء الأربعة تقول: " آمين ".
وجثا الشيوخ ساجدين.
[الحمل يفض الأختام السبعة] [6] 1 وتوالت رؤياي فرأيت الحمل يفض أول الأختام السبعة. وسمعت أول الأحياء الأربعة يقول بصوت كالرعد: " تعال! ".
2 فرأيت فرسا أبيض قد ظهر (1)، وكان الراكب عليه يحمل قوسا، فاعطي إكليلا فخرج غالبا

(٢) ألقاب مشيحية مأخوذة من تك ٤٩ / ٩ واش ١١ / ١ و ١٠.
(٣) يجب فهم هذه الجملة عرضا موجزا لسر الفصح: فالمسيح منتصر على الموت (كان الحمل " قائما ") بذبيحته (" ذبيح "). الاستعارة التي تجعل من المسيح حملا هي أكثر الاستعارات ورودا في سفر الرؤيا. إنها تستند إلى النبوءة المشيحية الوارد ذكرها في اش ٥٣ / ٧ ومن الراجح كثيرا أنها تستند أيضا إلى رمز الحمل الفصحي (خر ١٢ / ٣ - ٦).
(٤) " القرون " رمز القوة (راجع تث ٣٣ / ١٧ ودا ٧ / ٧ و ٢٤ مثلا). وأما استعارة " العيون السبع " فهي مأخوذة من زك ٤ / ١٠ حيث تعني علم الله بكل شئ. ولا شك أن التطابق بين العيون السبع والأرواح السبعة متأثر ب‍ اش ١١ / ٢: للمشيح سبعة أرواح، أي كمال الروح.
(٥) راجع رؤ ٢ / ١٧ +.
(١) من الواضح أن رؤيا الفرسان الأربعة مستوحاة من زك ١ / ٨ و ٦ / ١ - ٨. عن الفارس الأول، تجمع التفسيرات في نزعتين رئيسيتين: ١) انتباه خاص إلى التوازي بين الفرسان الأربعة. فكما أن الفارس الثاني يرمز إلى دمار الحرب، والثالث إلى المجاعة، والرابع إلى الأوبئة القاتلة، فكذلك يفترض أن يرمز الأول إلى آفة هي روح الاجتياح (بوجه عام، أو استنادا إلى اجتياحات الفرس في القرن الأول: وكان المحاربون الفرس نبالين مشهورين)، ٢) انتباه خاص إلى ملامح الفارس الأول المميزة: لون أبيض وإكليل ونصر، وإلى التوازي مع الفارس السماوي الوارد ذكره في رؤ ١٩ / ١١ ت. يرى فيه، إما المسيح نفسه، وإما قدرة رسالة البشارة أو حتى تجسيد للأحكام الإلهية. وهناك بديل للتفسير الأول يقترح أن يرى في الفرس الأول المسحاء الدجالون الذين أنبأ بهم المسيح، والمراد بذلك أن يؤخذ بعين الاعتبار ما للفارس الأول من طابع خاص (راجع متى 24 / 4 - 5). مهما يكن من أمر، يمثل الفرسان الأربعة علامات للزمن الأخيري (راجع متى 24 / 6 - 7 وما يوازيه).
(٨٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 803 804 805 806 807 808 809 810 811 812 813 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة