الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٨٢
شريعة (9). فلما جاءت الوصية، عاشت الخطيئة ومت أنا (10). 10 فإذا بالوصية التي هي سبيل إلى الحياة قد صارت لي سبيلا إلى الموت، 11 ذلك بأن الخطيئة انتهزت الفرصة سبيلا فأغوتني (11) بالوصية وبها أماتتني.
[الإنسان في حكم الخطيئة] 12 الشريعة إذا مقدسة والوصية مقدسة عادلة صالحة. 13 فهل صار الصالح سببا لموتي؟ معاذ الله! ولكن الخطيئة، ليظهر أنها خطيئة، أورثتني الموت، متذرعة بما هو صالح، لتبلغ الخطيئة أقصى حدود (12) الخطيئة، متذرعة بالوصية.
14 نحن نعلم أن الشريعة روحية، ولكني بشر بيع ليكون للخطيئة. 15 وحقا لا أدري ما أفعل: فالذي أريده لا أفعله، وأما الذي أكرهه فإياه أفعل (13).
16 فإذا كنت أفعل ما لا أريد، فإني أوافق الشريعة على أنها حسنة. 17 فلست أنا الذي يفعل ذلك، بل الخطيئة الساكنة في (14)، 18 لأني أعلم أن الصلاح لا يسكن في، أي في جسدي. فالرغبة في الخير هي باستطاعتي، وأما فعله فلا. 19 لأن الخير الذي أريده لا أفعله، والشر الذي لا أريده إياه أفعل.
20 فإذا كنت أفعل ما لا أريد، فلست أنا أفعل ذلك، بل الخطيئة الساكنة في. 21 فأنا الذي يريد فعل الخير أجد هذه الشريعة (15)، وهي أن الشر باستطاعتي، 22 وإني أطيب نفسا بشريعة الله من حيث إني إنسان باطن (16)، 23 ولكني اشعر في

(9) من الراجح أن بولس يقصد الزمن الذي سبق خطيئة الإنسان الأولى. لكن هذا ينطبق، إلى حد ما، على كل إنسان (راجع الآية 7 +). لا يوضح بولس طبيعة هذه " الحياة " السابقة للخطيئة. لكنه يرى أنها تظهر التباين القائم بينها وبين " الموت " الروحي الذي يليها.
(10) إن هذه العبارة تظهر، كالعبارة التي وردت في الآية 8 (" فإن الخطيئة بمعزل عن الشريعة شئ ميت ")، إن الشريعة لا تنشئ السلوك الخاطئ، بل تفضحه وتظهر أنه سلوك خاطئ، بكشفها عن حقيقة طبيعة الأعمال التي يعملها الإنسان تحت وطأة شريعة الخطيئة التي في أعضائه (الآية 23).
(11) هي العبارة الواردة في تك 3 / 13. إذا اتبع الإنسان شريعة الخطيئة المؤدية إلى الموت، خدع، كما خدعت الحية حواء، واختار الموت، في حين أن الله يدعوه إلى الحياة.
(12) تتجسد الخطيئة هنا وتمتاز بتأثيراتها في الإنسان، ويستمر هذا التجسيد حتى الآية 20.
(13) يرى معظم المفسرين القدماء وبعض مفسري عصرنا أن الكلام يدور هنا وفي الآيات التي تتبع على المسيحي. لكن الراجح أن المقصود هنا هو الإنسان الخاطئ الذي لم ينل بر الإيمان. أجل، إن الوضع الموصوف هنا يتكرر مكيفا في حياة المؤمن (غل 5 / 17)، ولكن على نحو مختلف جدا. علينا ألا نجعل من النزاع الموصوف في الآيات 15 - 24 تحليلا نفسيا أو وصفا لاختبار جرى لبولس نفسه.
فالمقصود هو نظرة إلى الإنسان الخاطئ لم تصبح ممكنة إلا بفضل نور الإيمان. الإيمان وحده يكشف، في حياة الإنسان المستعبد للخطيئة، بعض الوجوه التي كان عاجزا عن الاهتداء إلى معناها. يمكن التعبير عن فكرة بولس بلفظ " اغتراب ". فالخطيئة تجعل الإنسان " مغتربا "، بمعنى أنها تدفعه إلى مصير يناقض ما يصبو إليه من صميم قلبه والدعوة التي يدعوه الله إليها. وهذا التناقض هو ما يبرزه بولس، مبينا إن الإنسان يرغب في الخير ويتمنى تجنب الشر من غير أن ينجح. هذه هي الأمنية التي يعبر عنها فعل " أراد " في الآيات 15 و 19 و 20 و 21. وأما صيغة المتكلم في الآيتين 17 و 20 فإنها تدل على الإنسان الذي يعترف بهذا الاغتراب، دون القدرة على الإفلات منه (الآية 18). بهذا المعنى يعترف الإنسان بأن الشريعة حسنة (الآية 16). هناك تطابق بين مضمون الشريعة وما يعترف الإنسان بأنه دعوته الحقيقية (الآيتان 22 - 23).
(14) ليس قصد بولس، هنا وفي الآية 20، أن يخفف مسؤولية الإنسان الخاطئ (راجع الآية 15 +).
(15) استعمل بولس هذه الكلمة بمعنى مبتذل مخفف. فكأنه يقول: الأمور تجري دائما على هذا الوجه.
(٤٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 477 478 479 480 481 482 483 484 485 486 487 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة